https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

عن رواية القمر والبحر

كنال تطوان / متابعة 

القمر والبحر (La lune et la mer) عمل أدبي يجمع بين خيال الرواية وحقائق السيرة الذاتية، يحكي مسار إنسان، منذ طفولته الأولى حتى بلوغ التقاعد. شريط حياة يتناوب فيها الحكي تارة واضحاً جلياً مع المرموز المشفر، تارة أخرى، تلبس فيه اللغة مرة قفازة الملاكم، فتتقاطر حمما من الغضب يلامس عنفا لفظيا، وتنساب مرات أخرى تهويدة وإيحاءاً يبطن ملاطفات وتمسيداً وتربيتاً، على شريعة أحكام الطبيعة بقساوتها ولينها، بعطائها وجحودها، أحكام لم يزغ عنها طبع الصبي البدوي الذي طوح به العزم على تحقيق آمال ذويه إلى الاقتلاع والاجتثاث مبكرا.

من قرية معزولة عالقة بالجبال، تعيش بساطة الهوامش، في مغرب منسي، يكتب للصبي العاشق لقمر الليالي البيض حين ينشر ملاءته على الجبال، الحالم بالبحر وبما وراء الجبال، أن ينزح إلى عوالم يقوده إليها مشوار الدراسة، ضمن مسلسل هجرات، يحفِّزه أمل الإفلات من قدر ينتظر استسلام الكثيرين، قدرٌ يجازيهم بالتهميش والفاقة والتخلف.

ثلاثية لن يتسنى الإفلات من مخالبها إلا عن طريق الدراسة التي تفتح الطريق لتسلق أدراج السُّلم الاجتماعي. تتحقق بعض من أحلام الفتى، يتدرج حتى صالونات القرار بالمركز، يلامس لهب السلطة، يتقلب بين المهام بعشرات المدن، يتأرجح بين كبوة وامتياز، تحفر في ذاكرته أخاديد لا تُرمم، لكن يأبى طبع البدوي أن يستلين نفاق المدنية.

“القمر والبحر”، نصف قرن من الزمن، سنوات شقها قطار الأزمنة، وتغيرت فيها الأمكنة التي لا زالت صورها موشومة في الذاكرة، بطعم البراءة والبساطة، كتبت بعفوية الهاوي، لمقاومة النسيان وجبر ضرر التعفن الأخلاقي.

رأي واحد حول “عن رواية القمر والبحر”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.