كنال تطوان / د.يوسف الحزيمري
صدر حديثا عن مطبوعات ندوة (زمزم) الجُمُعية، – المطبوع رقم (18) – الجزء الثاني من كتاب “مقدمات” الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي، جمع وتقديم البحاثة الدكتور بدر العمراني، في حلة قشيبة من الحجم المتوسط في 213 صفحة.
والكتاب شراب سائغ مختلف ألوانه، جمع فيه الدكتور بدر العمراني مقدمات الأديب حسن الوراكلي لثلاثة وعشرين من الكتب في مختلف الفنون والأغراض، مع ملحق يضم ستة من مقدمات الدكتور حسن لبعض تآليفه المطبوعة.
وأنا أتصفح الكتاب تبادر إلى ذهني حديث رسول الله صلى الله عليه:(والذي نفس محمد بيده، إن مثل المؤمن كمثل النحلة، أكلت طيبا ووضعت طيبا، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد)، فألفيت الدكتور حسن (حفظه الله) نحلة ارتحلت من زهرة كتاب إلى آخر، امتصت رحيق هذا وهذا، ووضعت على كل واحد من تلك الكتب مقدمة وافية شافية شفاء العسل، فمن مقدمات في مجال العلوم الشرعية إلى أخرى في المجال التاريخي، ثم المجال الفكري والعلمي، فالمجال الأدبي.
يقول الدكتور بدر العمراني في مقدمته للكتاب: ” وقد اعتمد الأستاذ الوراكلي منهجا في كتابة تقدماته يمكن حصرها وفق هذه اللمع:
– التعريف بالموضوع والفن الذي يندرج فيه من خلال إطلالة خفية على سياقه التاريخي…
– حسن التخلص إلى التعريف بالعمل وصاحبه.
– الثناء اللازم والمستحق لصاحب العمل.
– الإشادة بالجهود المبذولة وذكر آثارها.
– بيان منزلة الباحث أو الكاتب بين معاصريه، أو بيان إضافاته وإفاداته في المجال المبحوث فيه.
– إشاراته إلى طرائف الموضوع ونوادره.
– تلمسه لبواعث تأليف الكتاب، وإدراكه لغاياته.
– إبراز ملاحظ حول الكتاب المقدم له، أحيانا بالتصريح، وأخرى بالتعريض.
وأطرف ما يعطر به الدكتور الوراكلي مقدماته ما يسوقه فيها من ذكريات وفاء وإخلاص…” (المقدمات: (ص:9)).
والدكتور حسن الوراكلي فارس ميدان فن التقديم، ولا أدل على ذلك، صدور هذا الجزء الثاني من مقدماته للكتب بعد الجزء الأول، وأكثر دلالة من هذا الندوة العلمية التي نظمتها شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية آداب تطوان، في أوائل فبراير من السنة الجامعية 2011-2012 ، تكريما للدكتور حسن الوراكلي، بعنوان “عتبـات النـص:قراءة في الخطاب المقدماتي” والتي كان من محاورها: “فن التقديم عند حسن الوراكلي”، وهي الندوة التي اختتمت بتقديم شهادات في حق المكرّم، تشهد له بالسبق والريادة في هذا الفن”تقديم الكتب والتقريظ لها”.
كنال تطوان / د.يوسف الحزيمري