دعا المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأوروبي إلى تحقيق مزيد من التقدم نحو تطبيع شامل للحركة التجارية بين المغرب وإسبانيا، معتبراً أن إعادة فتح الجمارك التجارية بين المملكة ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين تمثل خطوة أولى مهمة في هذا الاتجاه.
وأوضح المجلس، في تقرير تحليلي حول هذا الملف، أن شاحنات محمّلة بالبضائع عبرت من المدينتين إلى المغرب خلال شهر يناير الماضي، لأول مرة منذ ست سنوات، في إشارة إلى عودة تدريجية للنشاط التجاري الحدودي بين الطرفين.
وأشار التقرير إلى اجتماع جمع ماريا أورتيغا مونلور، رئيسة إدارة الجمارك والضرائب الإقليمية في الأندلس، مع اتحاد رجال الأعمال في سبتة، لبحث سبل تحسين الإجراءات الجمركية، والتأكيد على أهمية الحوار المستمر مع مختلف الأطراف المعنية لتحقيق استقرار دائم في المبادلات التجارية.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة إلفارو دي سيوتا أن كونفدرالية الأعمال في سبتة تعمل منذ سنوات بالتعاون مع شركاء من القطاعين العام والخاص، من أجل إنشاء مكتب جمركي مرن وفعال، قادر على تلبية متطلبات التجارة الحديثة، سواء عند استيراد أو تصدير البضائع عبر المدينتين المحتلتين.
وتعود خلفية هذه الأزمة إلى قرار المغرب سنة 2018 بإغلاق الجمارك التجارية مع مليلية، في ظل توتر العلاقات مع مدريد، التي كانت ترفض آنذاك الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
كما شهدت المعابر الحدودية بين الجانبين إغلاقاً كاملاً في مارس 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، واستمر ذلك في ظل الخلافات حول قضية الصحراء المغربية، قبل أن تعيد إسبانيا فتح الحدود في ماي 2022، عقب تحول موقفها الرسمي ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية.