في واقعة مثيرة أثارت الكثير من الجدل، أقدم لاعب فريق المغرب التطواني لكرة القدم، محمد زيتوني البالغ من العمر 19 سنة، على مغادرة التراب الوطني نحو مدينة سبتة المحتلة سباحة، في خطوة تعكس عمق معاناته مع ظروفه الاجتماعية والمهنية.
وعلمت المؤسسة الصحفية كنال تطوان، أن اللاعب اضطر إلى السير على طول الساحل المغربي لمسافة غير قصيرة، محاولاً تفادي رصده من طرف السلطات، قبل أن يلقي بنفسه في مغامرة محفوفة بالمخاطر ويعبر سباحة نحو الضفة الأخرى حيث تمكن من بلوغ سواحل سبتة.
خلفيات المعاناة
وأوضحت المصادر ذاتها أن السبب المباشر وراء هذه الخطوة هو عدم توصل اللاعب بمستحقاته المالية من ناديه المغرب التطواني، ما جعله يعيش وضعاً مادياً صعباً انتهى به إلى اتخاذ قرار الهجرة السرية على طريقة العديد من الشباب الحالمين بمستقبل أفضل.
ويستقر زيتوني حالياً في مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين بسبتة منذ حوالي أسبوع، في انتظار ما ستؤول إليه وضعيته القانونية، خصوصاً وأنه لاعب شاب صاعد كان يُعوّل عليه لتعزيز صفوف الفريق التطواني في المواسم المقبلة.
قضية تعكس أزمة أوسع
هذه الحادثة تسلط الضوء من جديد على الأوضاع المقلقة التي يعيشها عدد من اللاعبين الشبان في البطولة الوطنية، حيث يواجه الكثيرون منهم هشاشة مهنية بسبب تأخر صرف الرواتب أو غياب عقود احترافية تضمن لهم استقراراً اجتماعياً ومادياً.
وتأتي واقعة زيتوني لتطرح أكثر من سؤال حول دور الأندية في حماية طاقاتها الشابة، ومسؤولية الهياكل الكروية الوطنية في ضبط العلاقة التعاقدية بين الأندية واللاعبين، بما يضمن تكافؤ الحقوق ويجنب المواهب المغربية خيار الهجرة بحثاً عن فرص أكثر عدلاً وإنصافاً.