https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

الديموفيتو

يبهَر كثير من أصدقائنا وعبّاد العلمانيين من بني جلدتنا بتقدم المجتمع الغربي الحضاري والتقني والعلمي والحقوقي،، وتأثير ذلك على الحياة الفردية لمواطني الدول الغربية على مستوى الرفاهية ورغد العيش، والإبداع والإشعاع، والحرية والكرامة… ويربطون هذا التقدم وذاك الانعكاس بسلطة الشعب الحاكمة فعليا، والمفعلة واقعيا عبر الآلية الديمقراطية “المطلقة” التي تنظم الحياة السياسية كأصل، وما تفرع عنها من جوانب تابعة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والخدماتية… والتي من مقتضياتها(هذه الآلية الديمقراطية “المطلقة”) -بالضرورة- الانسجام “المطلق” بين القاعدة الشعبية وقياداتها السياسية المنتخبة التي تعبر عن إرادتها.. كما يربطون ذلك أيضا بالوضوح و”التواضح” والشفافية في تعاملات هذه السلطات المنتخبة مع مواطنيها في الشأنين الداخلي والخارجي على حد سواء، والتي(الشفافية) تناقض -بالضرورة أيضا- التعتيم والتغرير والتدليس… كل ذلك في مقابل حضور نواقض كل ما سبق في أوطاننا، سواء على مستوى الآليات، أو على صعيد النتائج المترتبة،، وذلك بسبب -حسب بعض المغالين- حضور الدين في حياتنا، أو على الأقل -بالنسبة للأقل تطرفا-، حضور فهم “متشدد” لهذا الدين..

والحقيقة أن التوصيف السابق للحالتين في ما يتعلق بحضور المسببات الآلياتية المباشرة للرفاهية ونتائجها عندهم(الغرب)، وغياب كل ذلك عندنا صحيح.. أما فيما يخص الباعث الروحي الحاضر بشكل من الأشكال عند الفريقين وكذا عند شعوب أخرى، والغائب بشكل آخر لدى كل الفرق، فإن ما لا يريد فهمه ولا تفهمه ولا حتى سماعه هؤلاء الأصحاب -بالإضافة إلى تجنيهم المسعور مع سبق الإصرار على الدين والتدين من حيث المبدأ، من جهة، والتعامي عن افتعال وتكريس و”حماية” هؤلاء “الملائكة” الغربيين لمسببات مآسينا هذه التي نرزح تحتها فعلا، من جهة ثانية- ما لا يودون سماعه، هو عدم “إطلاقية” حكمهم هذا، وعدم سلامته حتى في شقه المتعلق بـ””تعبير السلطة عن الشعب”” و””شفافية تعامل تلك السلطة وتقديمها للمعطيات والمشاكل والحلول المتخذة إلى هذا الشعب””!!.. ولعل أبرز مثال وأكبره وأكثره رسوخا وثباتا عبر زهاء قرن من الزمن، المثال الذي يغني عن جهد التدليل ومشقة الإثبات، ألا وهو استحضار الشرخ القار الثابت الفاضح في الموقفين الشعبي والرسمي من الصراع الفلسطيني الصهيوني، وكذا التعتيم والتدليس المتعلقيْن بتقديم تلك السلط للمعطيات المتعلقة بهذا الصراع لشعوبها!!!..

فأين هي إذن الديمقراطية والشفافية والتعامل الناضج المحترِِم المحترَِم،، وغير هذا من القيم “المطلقة” التي يُدّعى تمثّلُها وتطبيقها من طرف الطبقات الغربية الحاكمة تجاه شعوبها على الأقل؟؟؟!!!

إذا كان الأثر يدل على المسير، والخلق يدل على الخالق، والصنعة تدل على الصانع، فإن قدوة هذا النموذج ومعْلمه ومعياره ومؤشره -في شقه القيمي المتحدث بشأنه الآن-، هو نتاج تلك الحضارة المتمثل في “كبرائه” من الدول الراعية، و”الدول” المستحدثة،، والأهم مؤسساته..

فكيف لسدنة معبد العلمانية، مقدسو «العقلانية» و«الموضوعية» و”العدالة” الغربية، أن يفسروا أن سليل نموذجهم الغربي “العادل” وفتاه المدلل المحروس في الشرق يهدم منازل المقاومين دون محاكمة(مع أن مدلول المحاكمة -على قمة العدل المفترض فيها- لا يمكن أن يفهم في سياق مقاومة احتلال، كما لا يمكن أن يفهم في سياق محاكمة أقوام بقوانين لم يصوغوها هم ولا ممثلوهم،، وإلا جازت محاكمة سكان الهند بقوانين ساحل العاج!!!)؟؟، ويغتال القيادات(ياسين، الرنتيسي، عقل، عياش، شحادة، الغول، الجعبري، المبحوح، مغنية، الشروع في اغتيال مشعل، التسريبات حول تسميم عرفات، زوجة ونجل الضيف،،،) أيضا دون محاكمة؟؟!!!

كيف يمكنهم تفسير أن “كبيرهم” “الوصي” على “القيم” يقصف ليبيا والسودان وباكستان واليمن، ويدخل العراق، ويقتل بن لادن،،، أيضا دون محاكمة ولا تفويض من “”الجهات المختصة”” ذات الصفة والصلاحية؟؟!!!

كيف يمكنهم تبرير خرس “مجلس الرعب” عن كل هذا؟! بل كيف يمكنهم استساغة استقامة العدل “المرشوش” بـ”الفيتو”؟؟؟!!!!

كان الاكتفاء هنا بذكر الأحداث الكبيرة المعروفة الظاهرة الشهيرة… من جهة، والتي لم يكن فيها حتى تفويض من الدمية “مجلس الأمن” على هزالة مصداقيته، وسهولة حصول ذاك الوصي عليه(التفويض)، وذلك تفاديا للاضطرار إلى الإثبات.. أما ما هو واقع غير هذا، فهو كالنعم: إن أعددناه لا نحصيه!!!

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.