https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

المغامرة والتمرد وراء انضمام أوروبيات إلى “داعش”

كنال تطوان / الي24وم – متابعة 

يرى خبراء أن الأسباب التي تدفع نساء أوروبيات للانضمام إلى “داعش” هي أسباب سياسية أكثر منها دينية. لكن حب المغامرة والتمرد يصطدم بعد حين، بالزواج من مقاتلين وإنجاب الأطفال فقط.

ألقت الشرطة الألمانية بمطار فرانكفورت القبض على ثلاث فتيات كن في طريقهن إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميا بـ “داعش.” وأعادتهن الشرطة إلى الولايات المتحدة. حلم المراهقات التي تراوحت أعمارهن بين الـ15 والـ17 بالوصول إلى سوريا فشل، لكن فتيات أخريات من أوروبا وأمريكا نجحن في الوصول إلى سوريا والانضمام . فمنذ بضعة أشهر أثار اختفاء طالبة من مدينة كونستانس على الحدود الألمانية السويسرية دهشة المجتمع الألماني، بعدما هربت إلى تركيا ومنها إلى سوريا لتنضم إلى معسكر تدريب لـ”داعش”.

ورغم أن عدد النساء الملتحقات بصفوف “داعش” ما زال ضئيلا مقارنة بعدد الرجال، لكنه في ازدياد مستمر. الباحثة  في كلية كينج في لندن كاثرين براون تقدر أن عدد النساء الأوروبيات ممن انضممن إلى “داعش” قد وصل إلى 200. وفي حديث مع DWعربية قالت الخبيرة كاثرين براون إنه توجد عدة أسباب تدفع النساء للانضمام، منها أن “تنظيم الدولة الإسلامية يمثل يوتوبيا سياسية، كما أن قيادات التنظيم يعرضون أسلوب حكمهم بطريقة رومانسية”.

وترجع الخبيرة الأسباب أيضاً إلى أن أوضاع المسلمين في أوروبا والجدل المستمر عن الإسلام أدى إلى شعور كثير من المسلمين بالتهميش. وأضافت الخبيرة أن كثيرا من النساء والرجال يسافرون أيضا بهدف المغامرة، وهذه حالة مشابهة لوقت الحرب الأهلية في أسبانيا قبل 75 عاما. بعض النساء المسلمات انضممن بهدف أن يشاركن في بناء الخلافة الإسلامية. “يردن أن يصبحن شريكات في هذا المشروع الجديد، أمهات الدولة وزوجات المجاهدين.” تقول كاثرين براون.

صغيرات

يقدر رئيس هيئة حماية الدستور في ولاية شمال الراين وستفاليا بوركهارد فراير، أن 25 فتاة سافرن من الولاية، وأن أعمارهن تتراوح ما بين 16 و 20 وأغلبهن من عائلات مهاجرة إلى ألمانيا. يقول فراير أن الفتيات ينقصهن القدرة على إيجاد وجهتهن في الحياة ويفتقدن إلى الاعتراف بهن في المجتمع، وهي أسباب مشتركة بين الرجال والنساء الذين يتطرفون فيما بعد، ويضيف المسؤول، أنهم يتمنون الابتعاد عن أسرهم والتمرد على أوضاعهم.

ويقول “توجد بعض الحالات الفردية، قالت النساء فيها إنهن يتمتعن بحرية أكبر في ممارسة شعائر الدين الإسلامي وارتداء الحجاب في سوريا،” بينما تلعب الرومانسية دوراً كبيراً، إذ يتصورن أنهن سيتزوجن أسوداً وشهداء المستقبل”. كما أن كثير من الفتيات ممن انضممن إلى “داعش” تم استقطابهن عند طريق الانترنت من خلال الفيديوهات والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي، التي تعرض فيها نساء التنظيم نصائح عن الحياة الملتزمة، ودعايات لصالح التنظيم.

النساء لهن أدوار محددة

لكن أسلوب الإسلام المتشدد، الذي يثير حماس الفتيات، يترك مساحة ضئيلة للنساء من حيث حرية التصرف، ويبقي لهن مهمتان فقط: الزواج من مقاتل وإنجاب الأطفال. مع ذلك توجد بعض النساء قد شاركن في أعمال قتالية. تحكي براون عن طبيبة ماليزية كتبت في مدونتها. “لدي سماعتي الطبية وسلاح الكلاشنيكوف، لا يحتاج الإنسان لأكثر من هذا”. كما ظهرت صورة تستعرض فيها سيدة فرنسية مرتدية حزاما ناسفا وتعلن فيها أنها ستقوم بتفجير نفسها.

وعن الوظائف التي يتركها الرجال للنساء داخل معسكرات القتال التابعة لتنظيم “داعش” يقول فراير، إن النساء لا يشاركن في العمليات المسلحة، “بل يوظفن للحراسة ولتقديم الدعم إلى الرجال”. وأضاف أن كثيرا منهن يشعرن بعد الوصول أنهن يتم التضييق عليهن، لكن الأوان يكون حينها قد فات”. ونقلت وسائل الإعلام، قول فتاتين من النمسا انضمتا لـ”داعش”، لأصدقائهن بأنهما لا تستطيعان تحمل إراقة الدماء، بعد أن مكثن مع التنظيم 6 أشهر وتزوجن من مقاتلين.

ويرى كل من براون، وفراير أن تطرف النساء يعود لأسباب سياسية وليست دينية. وتقول براون “الفيديوهات تعرض الصور المعتادة، الأعلام السوداء والأناشيد. وأغلبهن لا يتعمقن في دراسة الدين”.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.