كنال تطوان / الأيام – تقرير : حسن قديم
أدى بولا أحمد تينوبو اليمين الدستورية، اليوم الإثنين، ليصبح الرئيس الجديد لنيجيريا، الدولة الأكبر في إفريقيا من حيث عدد السكان.
وتُطرح العديد من الأسئلة حول انتخاب الرئيس الجديد ومدى تأثير ذلك على العلاقات المغربية النيجيرية ، خاصة فيما يتعلق بمشروع الغاز نيجيريا المغرب، إضافة إلى اتفاقيات الشراكة والتعاون التي تم توقيعها إبان زيارة الملك محمد السادس لنيجيريا سنة 2016، إضافة للزيارة الرسمية للرئيس محمد بخاري للمغرب سنة 2018.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور خالد الشرقاوي السموني، مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العلاقات بين المغرب ونيجيريا شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورات ملحوظة توجت بتوقيع عدد من الشراكات والاتفاقيات في مجالات عديدة، أبرزها مشروع انبوب الغاز بين البلدين.
وتابع قائلا “قبل الإجابة على هذه التساؤلات، ينبغي التأكيد على العلاقات القوية و المتجذرة بين المملكة المغربية وجمهورية نيجيريا الاتحادية . فعلى المستوى الديني والتاريخي ، ترتبط نيجيريا و المغرب بعلاقات تعود لقرون . هذه العلاقات العريقة ترجع لحقبة ممالك بورنو وسوكوتو وكانو التي تجمعها بالمغرب علاقات عميقة”.
وأضاف قائلا، في تصريح للايام “على المستوى الاقتصادي والفلاحي، نذكر عدة شراكات واتفاقات ، فقد قامت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بتدشين خلال سنة 2022 بكادونا شمال نيجيريا، أول مصنع لها متطور لمزج الأسمدة بالقارة الإفريقية، علما بأن نيجيريا تعد شريكا استراتيجيا مهما جدا للمغرب. وتقوم المملكة المغربية خاليا بأكبر استثماراتها الأجنبية في نيجيريا”.
وأكد السموني أنه على المستوى الطاقي، يعد خط أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب أحد المشاريع الكبرى التي تربط بين البلدين مرورا بالعديد من البلدان بغرب إفريقيا ، حيث يمتد المشروع الإستراتيجي لأنبوب الغاز نيجيريا – المغرب ، من الساحل الغربي لإفريقيا انطلاقا من نيجيريا مرورا ببنين والطوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا وصولا إلى المغرب.
ومضى يقول “كما برهن البلدان، في عدة مناسبات في السنوات الأخيرة، عن عزمهما المشترك على مواصلة تعزيز علاقات التعاون الثنائي وتعميقها في جميع المجالات خدمة لمصالح البلدين والمساهمة في تنمية وأمن و استقرار القارة الإفريقية”.
وتابع”قد لوحظ، أن الرئيس الجديد، أحمد بولا تينوبو، ظل وفيا لقناعاته خلال الحملة الرئاسية في يونيو من العام الماضي ، حيث قال إنه “يريد بناء نيجيريا جديدة تنافس دولا كالمغرب”، مؤكدا: “يمكننا إنعاش اقتصادنا… يمكننا أن نبني أمة مثل المغرب… نستطيع ذلك”، مشيرا إلى أن تينوبوصرح، عقب انتخابه خلفا للرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري، أنه “يتخذ من المغرب نموذجا للاقتداء”، مؤكدا تحول المغرب إلى مرجع في التطور بالنسبة للبلدان الإفريقية.
وأكد الشرقاوي السموني أن الرئيس الجديد لنيجيريا، أحمد بولا تينوبو، سيحدو حدو الرئيس السابق محمد بخاري، وينتمي إلى نفس حزبه ويملك نفس التوجه ويؤيد الانفتاح على المغرب ، و عبر عن رغبته في بناء نموذج جديد لنيجيريا ينهل من التجربة المغربية، وهو ما يعكس تأثر الرئيس الجديد بالنموذج المغربي.
وختم قائلا “أتوقع أن العلاقات المغربية النيجيرية الاستراتيجية والقوية، والمصالح والتحديات المشتركة بين البلدين، وزيارة الملك محمد السادس لنيجيريا وزيارة مماثلة قام بها الرئيس النيجيري السابق إلى المغرب ، والتقارب المغربي – النيجيري من أجل تشكيل تحالف قائم على الاحترام المتبادل وشراكات مربحة للجانبين، والشراكات التي تجمع بينهما وعلى رأسها أنبوب الغاز وكذلك تدبير الفلاحة النيجيرية، إضافة إلى التعاون في مجال مكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة وخاصة شمال نيجيريا، والتعاون الاقتصادي في منطقة غرب إفريقيا ، كلها عوامل ستدفع نيجيريا إلى تغيير موقفها من الوحدة الترابية للمملكة وبالتالي سحب اعترافها بالبوليساريو”.