كنال تطوان / بقلم : الطيب آيت أباه
عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين
ليس عيبا أن يتبادر إلى الأذهان منذ الوهلة الأولى أننا بصدد الحديث عن (السواق) ٬ ذلك التاجر المكافح الذي يتنقل بحانوته الخيمة من (حطة) إلى أخرى حسب جدول مواعيد الأسواق الأسبوعية التي ينخرط فيها وفق العرف المثفق عليه بين التجار الناشطين تحت خيامها . ليس عيبا البتة مادامت كل الإحتمالات التي تتفجر بها ينابيع الألباب تحيل القارء على ذلك المواطن الشريف والأصيل ، وأعلاها شأنا وتقديرا إنضباطا مع دقة و حساسية المرحلة التي تمر منها قضية وحدتنا الترابية مساهمةُ هذا الأخير الإيجابية و الفعالة عبر كل المحطات التاريخية التي شهدها المغرب في الدود عن مكتسباتنا ومقدساتنا تلبيةً لنداء الوطن ، واذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر خالي احماد رحمة الله عليه كنمودج للتاجر الذي هجر بيته وبرح دكانه تفاعلا مع إحدى أعظم عجائب السلام على مر الزمن ، المسيرة الخضراء سليلة أفكار فيلسوف الملوك ، الراحل الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحماته…؟؟
نحن هنا لانزايد على وطنية باقي الفعاليات السياسية والإقتصادية والجمعوية وما إلى ذلك ممن إنخرطوا بصدق في إنجاح تلكم الملحمة كل حسب موقعه وطريقة إسهامه لأن المغرب يتسع للجميع والكفاح المشروع جهادٌ أجرهُ مترامي الأطراف كان لإختلاف أساليبه المُحكمة ولايزال الأثر الإيجابي في وضوح منهجيته لذلك تعدر إحتكاره تحت أي مسمّىً بعكس أنظمة (البرودكانات) التي ضاقت بها أرض أشقائنا الجزائريين ، وللتغطية على فشلها المرير بتمويلها قضايا خاسرة على حساب شعب مُفقَر لا ينتفع مما يملك !!. نرى كيف يناوئ جنيرالات الفرانسيس رغم أنه لم يعد في المغرب موضع بسعة حبة خردل يمكن أن ينفذوا منه .. صهٍ إنكم في بلاد السلاطين…؟؟
تفشي البطالة والفقر في بلد ينام على ثروات خيالية يحرسها جنّ يسكنون البرودكانات شيء يدعوا للإستغراب ، لذلك خجلت الديموقراطية زمن إنتعاش الربيع العربي وتمنّعت عن خلع نظاراتها السوداء من هول الصدمة حتى لايهنأ خطاب ودها في الجزائر ولو بالنظرة الشرعية إلى عينيها ، فالبلد لم يتحرر بعد من قبضة مغتصبي الواقع فكيف بالأحلام ؟. أما الواقع فقضمة منه تكفي ليسترد الجزائريون حريتهم على غرار ما وقع في قصة سليمان عليه السلام عندما سخر الله تعالى حشرة ضعيفة لتنخر عصاه ، تأكد الجن لما خر سليمان من على عرشه ميتا أنهم لبثوا في العذاب طويلا لايعلمون شيئا !!. أما الخيال فليس هنالك أفضل من نكتة تعكس بسخرية متناهية الدقة هرطقة وتراهات أعداء وحدتنا الترابية ومصالحنا الداخلية والخارجية ، إذ تحكي أن عسكريا كان يقطن في بيت بسطح عمارة مباشرة فوق شقة عائلة محترمة جدا ، وكان هذا الشاف سكيرا مدمنا على السهر وإزعاج الجيران فكان سكان العمارة يتجاهلونه قدر المستطاع إلا الذين هم أسفل منه من فرط معاناتهم وصبرهم منعدم الجدوى جراء تصرفاته الخشنة ، وذات نزوة إلتمس منه المتضررون إمتاعهم بحيز من السكينة الطبيعية يركنون فيها إلى قليل من الراحة وطبعا نالوا مبتغاهم شفاهيا ٬ إلا أنهم في الليلة الموالية أو الولاية الموالية (بحال بحال) فوجئوا بالصعلوك بوتغليقة بعد أن غلّقها خمرا يعيدهم إلى نقطة الصفر بتحركاته الفوضوية فوق رؤوسهم وسقوطه المدوي مرة أخرى على سريره الحكومي !!. وعلى عادته إنتزع فردة من حذائه الثقيل وهوى بها على سقف آمال الناس أسفله ماخلف لذيهم حالة من الرعب والفزع . آنذاك تدكر وعده بالهدنة فسلّ قدمه الأخرى من الفردة الثانية بهدوء تام ثم قطع (الزي) وخمد في سبات عميق تاركا المحبطين على أهبة تلقي الضربة الموالية بفردة البرودكان الباقي !!. لذلك عاشوا ماتبقى من حياتهم في حالة طوارء !!٬ تماما كما هو الحال بالنسبة للشعب الجزائري الشقيق الذي يقاسي من أعراض عدم الرضى مارفع وثيرة الإستياء والترقب لذيه ، سيما وأن شيخ العساكر قد حول الرئاسة إلى بيت طاعة يراهن منه على جرجرة الولاية الرابعة إليه حتى يمارس عليها عربدته المعهودة وحال طيشه يردد (الشرع عطانا أربعة) ، قاطعا أنوار الديموقراطية على شعب تتغدى حركية العالم برمته على غازه ، هذا الغاز الذي بات عند أشقائنا الجزائريين مجرد جمع لمفردة لغز ماإنفكوا يفكونها لغزا تلو لغز ، تزيدهم الفروقات الشاسعة بين واقع حالهم وفحش إيردات غازهم تيها مابعده تيه أما فضائح الرشاوي على مستوى شركات النفط الكبرى المملوكة للدولة ، فصراع فيلة هائجة لاتزيد الفساد سوى تفاقما…؟؟
في خضم هذا التوثر الذي يلوح في أفق العلاقات الطيبة التي تجمع بين شعبي المغرب والجزائر يؤسفنا هذا الأرق السياسي الذي بلغه النظام في بلد المليون ونصف المليون شهيد وكذا الجمود الفكري الذي جوبهت به التحولات التي تفاعل معها العالم العربي بدون إستثناء زمن إنتعاش الربيع العربي ، أما الجرثومة التي يكد أعدائنا محاولين تخصيبها في أحذيتهم العسكرية المتعفنة فلا محل لها ابدا في مغرب قويّ المناعة بملكه وشعبه ، وللإشارة فلربمى يكون من الأفيد ملء كل تلك البرودكانات بتربتكم الطاهرة التي إمتزجت دماء أجدادنا وأجدادكم في ريّها إبان الكفاح المشترك ضد الإحتلال الفرنسي ، عسانا نشارككم في سقيها بروح الأمل كمحابق تزهر بورود المحبة في المستقبل القريب ، إنها دعوة من مول الحانوت…؟؟