كنال تطوان / بقلم : د.يوسف الحزيمري
إذا وجدت نفسك أمام صراخ وعويل ومشادات كلامية، وحالات هستيرية، فاعلم أنك بقسم المستعجلات بمستشفى سانية الرمل، هذا السيناريو المتكرر يوميا لم يحرك ساكنا في مسؤولي المستشفى إلى ضرورة إعادة النظر في نظام هذا القسم.
تأتي حالات مستعجلة تستدعي التدخل السريع والفوري من قبل الأطباء، فلا تجد أمامها سوى حراس الأمن تمنعهم من الدخول إلا بعد أداء الفاتورة، فبالله عليكم هل مبلغ ستون درهما أغلى من روح إنسان؟ هل مبلغ ستون درهما أهم عندكم من مريض يكابد الآلام؟
نحن نتفهم إكراهات المستشفى مع الشركات الخاصة للأمن والمطعم ومساعدي المرضى، لكن هذا لا يمنع من جعل حياة المواطن وصحته أولوية فوق كل الإكراهات.
لقد وقفت على حالة بقسم المستعجلات، أنستني حالتي التي كنت فيها وقد توفيت أختي بقسم الإنعاش وأنا أنتظر الطبيب الشرعي للحصول على شهادة والذي خرج من عمله بثلث ساعة قبل الوقت القانوني.
رجل مقعد فوق كرسي متحرك يرتجف ويرتجف من الآلام، ولا طبيب، ولا ممرض، ولا من يقول (آش واقع) وأخوه في حالة هيستيرية أدت به إلى أن يضرب رأسه بحائط قسم المستعجلات ففارت الدماء من رأسه وأصبحنا أمام حالة أخرى مستعجلة.
بعدها بدقائق رجل آخر يدخل في مشادات كلامية مع حارس الأمن، ومعه حالة مستعجلة وهو يقول (أنا غادي نخلص ولكن جيبولي الطبيب دابا).
حالات وحالات كثيرة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هناك خللا في نظام المستعجلات بمستشفى سانية الرمل بتطوان يستدعي التدخل السريع وضروة إعادة النظر.
فالأداء قبل الكشف يتعارض كليا مع الإنسانية والرحمة، ومع المبادئ التي تقوم عليها مهنة الطب. هذه واحدة من الاختلالات وينضاف إليها عدم إلتزام الأطباء بمواعيد العمل القانونية. وغير ذلك مما يدركه المسؤولون ويتغاضون عنه الطرف…. !!!
كنال تطوان / د.يوسف الحزيمري