https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

حكاية شاب من تطوان قهر التوحد

كنال تطوان / عن طنجة 24 – متابعة 

في عمر السنتين، كان أمين المريمار، يفضل البقاء بين جدران منزل عائلته بضواحي مدينة تطوان، يقضي ساعات يومه جالسا مختبئا بين أرجاء الغرف، هائما في عالم وحده من يرسم معالمه.

اليوم في عمر أربعة عشرة سنة، أصبح أمين شابا وسيما، قادرا على تخليص نفسه من عزلة فرضت عليه لمواجهة العالم بخجل، لكن بخطة ثابتة. لقد كسر أخيرا أغلال طيف طالما طارده، مرض التوحد.

ويتذكر والده، محمد، الدوامة التي وجدت العائلة نفسها في وسطها أمام وضع لم تكن تفهمه. لقد كانت الصحة البدنية للطفل جيدة، وكل التحاليل التي أجريت عليه كانت نتائجها إيجابية، لكن “كان من الواضح أن في أعماق نفس الطفل يكمن مرض خبيث”، مضيفا أن “أمين لم يكن يتواصل، لم يستطع المشي كباقي أقرانه، وكانت نظراته دوما زائغة”.

بعد أشهر من الحيرة، اتصل والد أمين أخيرا بجمعية يحي للأطفال التوحديين، التي ما زالت تواكب حالته إلى اللحظة، في طريقه الشاق للخروج مما يطلق عليه الاختصاصيون “اضطرابات طيف التوحد”.

ويعود أمين، بذكرياته إلى سنواته الأولى، حيث وجد صعوبات في الاندماج بسبب “اختلافه”، مضيفا أن “رفاقه بالمدرسة كانوا يستمتعون بإغاظته والسخرية منه مستغلين عفويته وإعاقته”.

لكن اليوم صار أمين المريمار شابا مستقلا مفعما بالنشاط، حيث يمشي لوحده قرابة الساعة في مشوار يومي من المنزل إلى المدرسة، ساعيا بجد للاندماج في المجتمع.

وإن كان يفشل أحيانا في مسعاه، فإنه ينجح في أحايين كثيرة، ولا أدل على ذلك من فوزه بلقب بطل المغرب في الألعاب الأولمبية الخاصة، حيث قطع سباق 100 متر في 14 ثانية و 63 جزءا من المائة، كما حصل على الميدالية الفضية في القفز الطولي. لكن يبقى شغفه الأثير هو الشعر، حيث اكتشف موهبته الأدبية في سن 11 عاما.

ولعل مروره ببرنامج “نجوم صغار”، في نسخته العربية، والذي تألق فيه بعد منافسة محتدمة مع الآلاف من الأطفال بالعالم العربي، كان مناسبة ليصف حالته من خلال مشاركته بثلاث قصائد، “صمتي” و”غريب” و”عودتي”، والتي تحكي معانته وعزلته عما يحيط به ثم عودته إلى حياة شبه طبيعية. وبالرغم من إنه يتلعثم قليلا في كلامه، إلا أن إلقاءه للقصائد كان بسلاسة وكياسة لا تخطئهما العين.

ويصر أمين، المنتخب عضوا في المجلس الجماعي للطفل، التابع لجماعة تطوان، وعضوا برلمان الطفل، أنه “سيكرس نفسه وجهده للدراسة”.

في ربيعه السادس، فقد أمين والدته وهي تعاني آلام مخاض ولادة أخيه الأصغر، وبقي حمل التربية على كاهل والده، الذي وجد نفسه بين ليلة وضحاها ملزما بالقيام بأعباء التربية والبحث عن لقمة العيش.

وقال الأب محمد، الذي أبان خلال هذه السنوات الثمانية عن تفان عز نظيره، إنني “أعيش من أجل أبنائي الثلاثة”.

وبالرغم من أميته، فهم هذا التاجر الصغير أنه “فقط بالحب غير المشروط يمكنه مساعدة ابنه على الخروج من مرضه”.

ورفض الأب الزواج ثانية بعد الوفاة المفاجئة لرفيقة دربه، مفضلا أن يفني حياته في خدمة أبنائه، موضحا في جملة بليغة “أنا من أعيش معهم وليس العكس (…) سعادة وراحة بال أبنائي من تمنح لحياتي معنى”.

3 رأي حول “حكاية شاب من تطوان قهر التوحد”

  1. السلام عليكم تحية و تقدير لهذا الأب الذي أظهر على مستواه الرفيع و ليست تلك الورقة التي تسمى شهادة أو دبلوم هي من تزن الفرد أو الإنسان بل الأخلاق ثم الأخلاق لأن احسن الخلق و آخر الرسل قال (ص ):إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق اشكر هذا الأب الفاضل مع العلم أنه تاجر و لكن التجارة التي كسب من ورائها هم 3 آبناء أتمنى من العلي القدير أن يجعلهم أبرار و ذرية صالحة ينتفع بهم هو كأب و ينتفع بهم المجتمع و ارجع و أقول لك أخي شكرا وجزاك الله خيرا

    رد
  2. hadchi kamel li kaytehka kolo kdoub wchi3r rah maxi amin li ketbou bal ketbatou lmourafi9a dyalo li daba jraw 3liha w3tarfo bhadxi wdaroula za3ma takrim walakin flkhafae 3andi soual nli msemi raso ostad 3ilm nafs adil sa9siwah fayn taba3 diraasto rah kan ghir mounachit fjoum3iyat hanan fbo3nan wdb kaysemi raso doucteur adil sa9siwah ch7al kan kaykhales lebnat lmourabiyat kima kaysemihoum houwa likano fmadrasat abi LHASSAN CHADILI akbar khoulsa kanet 500dh ama ila kanet morabiya jdida 300 aw 200 dh w7ta l7afalat dyal latfal aw lanchita kanet men jibna hnaya wana likanhdar m3akoum koun khadama tema wlah ghir kaydiw lflous dnas ana khdemt mourabiya khasa limodat 5 ans m3a tifl tawahoudi wdb hahouwa wela tifl 3adi

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.