https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

تجديد الريادة في أفق البحث عن شمال جوهري

كنال تطوان + / بقلم : محمد بلال أشمل

بذور الفكر المدائني

تجديد الريادة في أفق البحث عن شمال جوهري

“تجديد الريادة في أفق البحث عن شمال جوهري” دعوة صادقة لتحطيم الصورة المشوهة للشمال، صورة التهريب والمخدرات والنزوع إلى الاستقلال و”الهوى الإسباني”… إنها صورة تقتسم إثم وجودها الدولة الحاكمة تاريخيا، وغالبية المغاربة وفيهم بحسن نية وفيهم بسيئها. فنحن في الشمال “أولاد اصبانيا”، نعيش من “الكونطراباندو” ( التهريب)، و نحيى على الهجرة السرية، ونقتات على تجارة “القنب”، وكل الشمال “كتامة”، و”كتامة” هي الشمال، وعاصمة البضائع المهربة هي “باب النوادر”، وعاصمة الأجساد البضة هي طنجة بفنادقها وشوارعها وأزقتها. بعبارة أخرى كل الآفات مركزة في الشمال. والحال أن التهريب ينشط فيه أبناء الداخل من الجنوب، ويسهل مروره أشخاص من الجنوب؛ فالبضائع المهربة موجودة في جميع جهات المغرب، “درب غلف” في البيضاء على رأسها. ألا تعلم السلطة بذلك وكيف وصلت البضائع إلى هناك؟ وقل نفس الشيء عن المخدرات والهجرة السرية؟ الرأسمال من غير الشمال معروف في تجارة المخدرات، وحصاده يتم على أيدي أناس من أقاصي البلاد، و”الحراقة” ليسو كلهم من أبناء الشمال، والدليل على ذلك وجود كثير من الغرباء على طنجة وتطاون ينتظرون فرصتهم لعبور البوغاز إلى الضفة الأخرى. أما “الهوى الإسباني” والنزعة إلى الاستقلال، فهي حقائق يراد بها تمييع أية مطالبة اجتماعية للعدالة أو الديموقراطية داخل الشمال. والمثل المشهور في تطاون أن “الطاغي فيها يموت بالحديد، ورزقها يأتيها من بعيد”، ولا ذنب للشماليين إن وجدوا في مواجهة إسبانيا، وخضعوا لحمايتها، وتأثروا بأنماط العيش فيها. هذه الحقائق غير معروفة وبعض الجهات تحرص على استمرار هذه الصورة المشوهة للشمال لأنها تستفيد منها. الشمال ليس  المخدرات والهجرة السرية والتهريب فقط، بل هو أيضا الوطنية والفن و الفكر والتاريخ والثقافة والسلوك المتمدن والعمران والرجال. هل نسي المغاربة ما أسداه الشمال في سنوات الاستعمار من خدمات للقضية الوطنية فيما يعرف بـ”دار الهجرة”؟ إن الصورة الأولى مسيئة إلى الشمال والمغرب برمته، والصورة الثانية مشرفة لهما معا. الصورة الأولى هي هذا الشمال السطحي، والصورة الثانية هي ذلك الشمال الجوهري.هذا الشمال الجوهري هو الذي ينبغي علينا إبرازه ومن ثم الدفاع عنه سياسيا إذا تهيأت لذلك الأسباب، لأنه دعم للمغرب الجوهري الذي نحلم به، مغرب الإرادة، لا مغرب الإدارة. وبالضبط هذا هو عموما ما قصدت به حين ما تعرضت في كتابي المذكور لمسألة تنظيم الإرادة في نسق سياسي وفكري، أي صياغة ما نختاره من بدائل وما ننتصر له من حلول في إطار فكري وإيديولوجي وثقافي، وبلورته في وسيلة الحزب أو الجمعية أو النادي أو جميعها. المهم أن يتم تنظيم تلك الإرادة فيما هو أفضل والصدع بها. لكن السلطة مازالت ترفض انبثاق الحزب من الشمال. “حزب الإصلاح والوحدة” الذي يتأسى بالزعيم الوطني التطاوني عبد الخالق الطريس لم يسلم له وصل الإيداع، رغم أنه أعاد تنظيم مؤتمره التأسيسي في البيضاء وفي لجنته التنفيذية مواطنون من خارج الشمال. وقل نفس الشيء عن “حركة الاشتراكيين الديموقراطيين المغاربة” ذات القيادة الشمالية، التي لم تستجب لها السلطة في تشريع وجودها القانوني رغم أن لها فروعا في جرادة وبركان وتاوريرت وتاونات والرباط ومدنا أخرى خارج الشمال. والحزب الوحيد الذي أسس في الناظور بضمانات خاصة هاهو يتهم الآن حتى من لدن بعض وسائل الإعلام المكتوبة بـ”النزعة الشمالية”. أما باقي الأحزاب فليس لها البرنامج الخاص بالشمال، وتعتبره احتياطيا انتخابيا فحسب على الرغم مما تدافع عنه من مقاربة وطنية لمشكلة التنمية التي جاءت السلطة ذاتها فأسقطت ذريعتها فيما يسمى بـ”التنمية الاستعجالية للمناطق الشمالية”.  

محمد بلال أشمل

تطاون العامرة

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.