كنال تطوان / الكاتب : حسن الفيلالي الخطابي
نظم مكتب فرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمرتيل مساء الأحد 21 يوليوز عرضا سياسيا حول موضوع قراءة في المشهد السياسي المغربي من تأطير سفيان خيرات عضو المكتب السياسي للحزب و قد عرف التشاط حضور كل التمثيليات الحزبية محليا و مجموعة من ممثلي هيآت المجتمع المدني بالمدينة الى جانب حضور مهم ممن تابعوا العرض
و قد ابتدأ المعارض مداخلته بالاقرار بان المغرب حاليا يعرف ازمة سياسية من جراء ما عرفته حكومة العدالة و التنمية من تصدع جراء خروج الاستقلال منها كما اعتبر المحاضر ان المجتمع المغربي وجب تصنيفه الى ثلاث توجهات اساسية : اولا التوجه الاسلاموي ثانيا التوجه المحافظ و ثالثا التوجه التقدمي الحداثي و تناول بالشرح و التفصيل في هذه التوجهات ،كما اعتبر ان حزب الاتحاد الاشتراكي في مؤتمره الاخير قد اجاب عن عدة اسئلة كانت تؤرق المجتمع المغربي من قبيل الملكية البرلمانية التي اعتبر المحاضر ان دستور 2011 وضع لبناتها الاولى بعدما سمح بتقسيم السلطة التنفيذية بين المؤسسة الملكية و الحكومة و هذا هو الافق الذي يشتغل عليه الحزب على حد قوله و هو افق تطبيق الملكية البرلمانية لان الاتحاد الاشتراكي يرى فيها استقرار المغرب و عرج بالتحليل على الربيع العربي و اعتبر ان ما يعيشه المغرب هو نتاج لهذا الربيع رغم ان نتائجه كانت مغايرة لما عرفه العالم العربي على اعتبار ان المغرب راكم ما يكفي من تقاليد الحوار منذ السبعينات و استطاع تجاوز المرحلة بتوافق حول اقرار الدستور الاخير الذي فتح الباب للملكية البرلمانية و دسترة الحقوق و الحريات و اقتسام السلطات و فصلها و اعطاء صلاحيات واسعة للحكومة و لكن اعتبر عضو المكتب السياسي ان الحزب الحاكم لم يلتقط الاشارات و اصبح رهين التفكير فقط في كيفية المحافظة على الحكم و لا يهمه تنزيل الدستور بخلاف حكومة اليوسفي في تجربة التناوب التوافقي و رغم محدودية ان لم نقل انعدام مجال التحرك استطاعت وضع برنامج حقيقي لاصلاحات هيكلية من قبيل مثلا البنيات التحتية الوطنية كالطرق السيارة و تحقيق معدل نمو مهم و تاريخي كما حافظت على سيادة القرار الوطني الاقتصادي عبر التحكم في المديونية الخارجية و وضعت برنامج اجتماعي و نهضت باوضاع التعليم و وضعت التغطية الصحية الاجبارية امو و Ramedا و ramo العزلة عن العالم القروي كل ذلك جاء في اطار دورة سياسية جديدة بخلاف الحكومة الحالية التي لها من الظروف المواتية ما يكفي للقيام بالكثير للشعب المغربي و بالقيام باصلاحات سياسية و اجتماعية جوهرية كبرى لتترك ذلك و تنخرط في مسلسل لا ينتهي من السجالات الهامشية و في كيفية المحافظة على السلطة
و نحن واعون كحزب كما قال خيرات ان المجتمع المغربي على غرار باقي مجتمعات العالم يسير في طريق فرز قطبين و هما القطب الاسلاموي المحافظ و القطب التقدمي الديموقراطي الحداثي و مستقبل المغرب لن يخرج عن هذا و نحن كحزب بنينا مواقفنا و خطنا السياسي منذ بداية هذه الحكومة على هذا الاساس و في معرض رده على المداخلات اعتبر ان الحزب قام بنقد ذاتي في مؤتمره الاخير و اعتبر المشاركة في تجربة جطو و الفاسي بكونها خطأ سياسي ادى الحزب ثمنه و عن محاربة الحكومة للفساد قال بان الحكومة الحالية و قفت عند ويل للمصلين و لم تقم بسن اجراأت زجرية للحد من الفساد من قبيل اعلان لوائح المأذونيات و المقالع دون القيام باجراأت للحد من الريع رغم امتلاكها من الصلاحيات ما يكفي لكي تقوم بالكثير و ما تهديد رئيس الحكومة بانتخابات سابقة لاوانها الا اقرار بالفشل و مزايدة غير ذي موضوع فنحن كحزب نعتبر ان الانتخابات السابقة لاوانها ليست في مصلحة المغرب على الاقل حاليا لانه لا جدوى منها اذا كانت ستفرز خريطة مشابهة للحالية و نحن نؤمن بضرورة اكمال الحكومة لدورتها السياسية كاملة مع ضرورة قيامنا بواجب معارضتها معارضة بناءة مبنية على حقائق . كما صرح أن الإتحاد الإشتراكي بنى تصوره بأنه لا يمكن الحصول على إستقرار سياسي في المغرب إلا ببناء ملكية برلمانية. وقد سجل حزبنا تعاونه الإيجابي مع دستور 2011 . لكن الحكومة الحالية لم تلتقط دلالات الدستور الجديد وولم تتعامل معه كما ينبغي ونعيش نوعا من التلكأ من طرف الحزب الحاكم الذي هو ليس حزبا سياسيا بل هو حزب إيديولوجي له هاجس إنتخابي ويقوم بحملة إنتخابية كل يوم وما يهمه فقط هو الحفاظ على السلطة