ما وراء زيارة رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة إلياس العماري لإقليم الأكراد؟

كنال تطوان / أنفاس – محمد أجغوغ

تعتبر زيارة الياس العماري رئيس حزب الأصالة والمعاصرة إلى إقليم الأكراد أمرا يستدعي طرح مجموعة من الأسئلة الموضوعية، وكذا التفكير في الأهداف السياسية للزيارة، جميع المتتبعين للشأن السياسي الكردي والأمازيغي انتبهوا بشكل عميق لهذه الزيارة، وخاصة أن الأمر يتعلق بشخص ريفي سياسي يساري ورئيس حزب يعتبر من أقوى الأحزاب السياسية بالمغرب. لا أدري إن كان كانت أهداف إلياس العماري سياسية أو ديبلوماسية أو سياحية، لكن احتكاما لتحليل موضوعي وسياسي للعلاقة التي تجمع بين الساسة الأكراد والساسة الأمازيغ لا أجد مبررا لزيارة السيد الياس العماري لإقليم الأكراد.

إذا كانت زيارة زعيم الأصالة والمعاصرة تهدف إلى كسب موقف كردي لصالح الصراع الذي يواجهه المغرب من أجل استرجاع أو استكمال وحدته الترابية، فأعتقد أن مجهودات الحركة الأمازيغية وقوة العلاقة التي تجمع بين الشعب الكردي والأمازيغي قد حسمت الموقف سياسيا، واعتبر الأكراد الصحراء صحراء مغربية استنادا لدلائل تاريخية وحضارية وثقافية، فلا جدوى من زيارة العماري إلى الأكراد من أجل تحصيل الحاصل سياسيا بفضل مجهودات نشطاء الحركة الأمازيغية.

إن كانت زيارة الرجل تهدف إلى مساندة الأكراد للمطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للحركة الأمازيغية، فأعتقد أن الأمر محسوما قبليا، فلا حاجة إلى هذه الزيارة في هذا الاتجاه اللهم إن اعتبرنا أن الزيارة التي قام بها ابن الريف تزكية وتجسيد لقوة الصداقة التي تجمع بين الشعبين.

إن كانت زيارة ابن الحسيمة إلى الأكراد هي زيارة من أجل تبادلات تجارية، فأعتقد أن إخواننا في الأكراد لا وقت لهم للحديث عن هذا الموضوع، لأن حرب وصراع الحركات المتطرفة لم يترك لهم مجالا من الوقت للحديث عن قضايا اقتصادية أو اجتماعية.

لا يمكن لي أن الغوص في بحث الرجل عن تفاصيل تخص ملفات أخرى من قبيل ملف الإرهاب وملف الدواعش، وخاصة أن بعض المغاربة منخرطون في هذه الحركات المتطرفة، وأعتقد أنه موضوع له اختصاصيين، والرجل بعيدا عن هذا المجال. يبقى لي هدف ممكن أن أعتبره دافعا للرجل إلى أربيل هو السياحة واكتشاف المناظر الجميلة لأربيل. رغم اقتناعي بهدف السياحة للرجل من وراء الزيارة إلا أنني أتمنى أن تكون الزيارة قيمة مضافة إلى جميع الخطوات التي يسلكها الجميع من أجل مغرب يتمتع بالاستقرار والأمن والأمان.