كنال تطوان / متابعة
تتصاعد أدخنة كثيفة في غير جانب من جنبات مختلف الأحياء والشوارع، تصحبها أصوات فرقعة النيران وهي تلتهم الأجزاء غير المرغوب فيها من رؤوس وأرجل الأضاحي التي تم ذبح عشرات الآلاف منها صبيحة يوم النحر، ليتكفل ثلة شباب لتقديم خدمة “تشواط” رؤوسها وأرجلها، مقابل أجر محدد.
شوارع خالية على عروشها صبيحة يوم الأحد ، إلا من بعض الشباب الذين يتوزعون على جنبات متفرقة، وهم يقتسمون مهاما مرتبطة بعملية “تشواط “رؤوس الأضاحي أمام “ورشات” صغيرة تم إحداثها لهذا الغرض من طرف شباب يجدون في هذه المهنة الموسمية التي تشكل موردا ماليا مهما للمشتغلين فيها.
لا يمر وقت طويل من عودة المصلين إلى منازلهم، حتى يتوزع عشرات الأطفال للبحث عن أكبر عدد من “الزبائن” الراغبين في شي رؤوس أضاحيهم، إذ أن المهام هنا موزعة بين هؤلاء الأطفال الذين يتكفلون بمهمة البحث عن الزبائن، وشباب يتولون القيام بعملية التشويط. “”حبابي عطينا الراس د الحاولي ديالكم نشوطوه”، بهذه الجملة يستعطف أحد الأطفال سيدة أطلت من نافذة منزلها استجابة لجرس الباب، “غالبا ما نلقى تجاوبا من طرف الناس لكن في بعض الأحيان يخبرنا آخرون أنهم سيتكفلون بالأمر بأنفسهم”، يتحدث هذا الطفل عن مدى نجاحه في عرض خدمات “التشويط” على أصحاب الأضاحي.
يلجأ ممتهنو هذا العمل بشكل سنوي لغاية تدبير لكسب مبالغ مالية تعينهم على تدبير جزء من حوائجهم لفترة معينة، فـ”تشواط” الرؤوس مهنة تنحصر خلال يوم واحد في السنة، ألا وهو يوم عيد الأضاحى الذي تعج الأيام السابقة له بأنشطة ومهن عديدة، تشكل متنفسا للعديد من الشباب الذي يسعى لتعزيز مدخوله المحدود أو المنعدم خلال باقي فترات العام.
سعيد الشنتوف
تبارك الله عليكم
العز للرجال
Viva allé hawma viva drari…nordine de kassaba fi paris