كنال تطوان / الكاتب : * أنس بنتاويت *
عرف المغرب في القرن التاسع عشر ميلادي فترة تاريخية عرفت بالسيبة، قسمت الدولة فيها بين دار المخزن وبلاد السيبة، يحكم هذه الأخيرة مجموعة من القبائل إمتنعت عن دفع الضرائب للسلطان،وقد دأب المغاربة على إستعمال هذا الإصطلاح للتعبير عن شيء لايخضع لضوابط ولا تحكمه قوانين، وما أشبه الأمس باليوم وإن إختلفت الحيثيات ، فالسيبة التي تمارس في زماننا هذا تمارس في عقر دار المخزن وعلى مسمع ومرأى من رجالاته، فما عليك إلا أن تجوب تطوان أو مرتيل أوالرنكون حتى ينتابك إنطباع أن الكل يفعل ما يحلو له مادام قادرا على فعله، فأصحاب الحوانيت والمقاهي لم يعودوا بحاجة لأخد الإذن لفرش سلعهم وكراسيهم على أرصفة هي حق للمواطنين أساسا، مما يضطرهم للنزول إلى الطريق ليواجهوا مصيرهم بين عجلات السيارات والدراجات النارية، ناهيك عن الفراشة الذين إتخدوا من أجمل شوارع تطوان معرضا لسلعهم الرديئة، وكأنك تمشي في سوق كبير إسمه تطوان، شارع محمد الخامس أو “شانتي” كما يذكره التطوانيون غطت فيه قمصان “لاكوسط” المزورة على جمالية العمران وتعالت فيه الأصوات ب “ريكلام” صار يخضعبدوره لقوانين الفراشة التي تعلوا قوانين الدولة نفسها، فعليك أنت المواطن أن تجد لك طريقا في الحيز الذي تفضل به عليك السادة الفراشة وأن تنزع من ذهنك أن الطريق العمومي هو ملك للعموم كما يشير إسمه
وإذا ما ضاقت بك المدينة في فصل الصيف وقررت التوجة إلى الشاطئ لترتاح قليلا من الزحام والضجيج، تجد في إستقبالك حراس السيارات الذين إقتسموا فيما بينهم أماكن توقف السيارات وخصصوا لنفسهم تعرفة لا تناسب في كثير من الأحيان القدرة الشرائية للمواطن، أما إذا لم تكن تملك سيارة وقررت التوجه إلى الطاكسي فعليك مجددا أن تخضع لقوانينه فيحدد لك السائق التعرفة التي تصل في فصل الصيف إلى الضعف ومكان الوقوف الذي يناسبه هو لا أنت، كل هذا ولم نصل بعد إلى الشاطئ، فحين تصل تجد أصحاب مظلات الكراء إفترشوا جزء ا كبيرا من الشاطئ “العمومي”، وعليك أنت أن تبحث ومن معك من عائلتك عن ما تبقى من رمال تسترخي فوقها
جولة واحدة هي كافية لأن تجعلك تتسائل هل نحن عدنا فعلا إلى زمن السيبة؟
ياأخي سبحان الله الانسان المغربي دائما هكدا متناقض اتكلم على صاحب المقال …اي سيبة تتكلم عليها؟ شتان بين المثلين السيبة الاولى اي الحقيقية تتكلم على عصر الظلمات وبطش المخزن ومواليه والناس تحلم تعيش 1% مما كنا عليه الان في المعيشة والحقوق الفردية وحتى الجماعية، ادن لامجال لذكر ومقارنة النور بالظلام هذا من جهة. لكن التناقض هنا هو ان كاتب المقال لو قدر الله ان احتك المخزن مع هاؤلاء المواطنين الشرفاء ( الفراشين والمزلوطين وووو في نظره ) كيف سيرد بكتاباته! واضح انه سيقيم الدنيا ولا يقعدها يعني على كلا الامرين النقد موجود سواء مع المواطنين او مع الدولة.نريد حلول عادله، تدخل جمعيات معالجات جدرية من المسؤولين .اما كلام السيبة الله لا يرجعها .اللي مايعرفها يروح لليبيا او سوريا او مصر او العراق الله يفكهم