https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

مايمنع … إذا صرحنا جميعا بممتلكاتنا ؟

كنال تطوان / بقلم : عبد الإله بسكمار

خطوة الوزير الوفا في الكشف عن ما ادخره طيلة عمله مع الدولة من متاع الدنيا مشجعة دون شك في سبيل الشفافية وإقرار دولة المؤسسات وخدمة الصالح العام ، وحبذا أن يقتدي به باقي مسؤولينا ووزرائنا في الإعلان عن ثرواتهم المادية والعينية للرأي العام ، سواء منهم من سبق أن تلقدوا المناصب أو الموجودون حاليا على رأس وزاراتهم وقطاعاتهم ….لكن مع تقديرنا لخطوة الوزير الاستقلالي سابقا تبقى مساحات بياض لا يحتمل أن يشغلها مثل سؤال معلمينا في الأيام الغابرة ” إملإ الفراغ الآتي بما يناسبه ” فأين ممتلكات الزوجة وفلذات الأكباد مثلا ؟ في كل الأحوال نشد على يدي الوزير لأنه ليس من السهل فعلا أن تعلن عن ممتلكاتك في بلد به من الصناديق السوداء ما يفوق أختها الشرعية المعلن عنها …بلد تقوم فيه القيامة لمجرد إعلان أسماء مأذونيات ومقالع ورخص صيد مستحقة وغير مستحقة …بلد نشأ على الريع وتربى عليه واختلط بخلايا أكثر مواطنيه وسياسييه ومثقفيه وفاعليه المدنيين فمن أين ستأتي دولة الشفافية ومؤسسات الحق والقانون ؟ من المريخ ؟

إن خطوة الألف الميل تبدأ دون شك شبرا شبرا ولا يعدم مغربنا إرادات وطنية صادقة وحتى الكشف عن ممتلكات الوفا تخض الكثير من المغاربة دون شك ، إذ كيف يمكن أن نسمع بالشقق والملايين والقروض المختلفة وهناك في عدد من مناطق البلاد مغاربة يعيشون في العراء ويموتون في الطريق إلى المستوصفات ونساء يتوفين بالمخاض وأطفالا غير ممدرسين عبر الدواوير والمداشر وعاطلين يوصلون ليلهم بنهارهم في الطرقات والأزقة والشوارع دون أي أمل في غد أفضل …إنه مغرب بإيقاع السرعتين….بل ما لنا نذهب بعيدا والطبقة الوسطى المعول عليها في الأمن والاستقرار ونشر الوعي المدني والديمقراطي في البلد تعرف تدهورا مطردا في معيشتها وواقعها اليومي وتواجه مستقبلا قاتما ….

من باب الواجب المواطناتي قبل القانوني أن يكشف كبار مسؤولي الدولة عن ثرواتهم قبل وبعد توليهم مهامهم لأن الكشف إياه يعزز الممارسة السياسية النقية ….ويعد من أبجديات الحياة الديمقراطية وإلى عهد قريب كان المخزن حفظه الله يتولى تقليم الأظافر بطريقته الخاصة فمن تغول أو طغى وتجبر وتجاوز الخطوط الحمراء يتم البطش به عن طريق مصادرة أملاكه بطريقة مباشرة إلى عهد قريب أو بوسائل ناعمة وغير مباشرة قد تجهز على صاحبنا عبر نزيف حاد أو نوبة قلبية أو شلل نصفي يقتله بسبب ” الفقصة ” (كنموذج فقط ، قصة الفيلا الشهيرة التي تفنن فيها أحد الوزراء عبر إنفاق الملايين المملينة واستعظم تكاليفها الحسن الثاني فصادرها بثمن مناسب له ) …وكان هناك شعار جميل إلى عهد قريب رفعه أحد الأحزاب الوطنية : من أين لك هذا ؟ وكغيره من شعارات مغربنا بقي كلاما جميلا ….أما القوم فطالما مضوا بعزم وطيد في تأثيث ” دواير الزمان ” والفرص لا تعدو أن تكون مناصب معينة ولتكن وزارة سمينة أو وكالة أسمن على سبيل المثال لا الحصر ألا تعرفون أن وزراءنا إلى عهد قريب كانوا يتلقون التهاني والتبريكات على وصولهم للوزارات ووراء الأكمة ما وراءها وإذا قال قائل إن المسؤولية تكليف لاتشريف عد مخبولا أو شبحا من أساطير الأولين …

الآن لنقلب المعادلة ….ماذا لو كشف 11 مليون مغربي نشيط ممتلكاتهم لإخوانهم المغاربة؟ ….لو أجري استطلاع نزيه على الأقل وأبان عن المشهد لاتضح أن البلد يشكل أعجوبة فريدة من أعاجيب الزمان إذ ستصيب الدوخة كل الباحثين والمهتمين حول السلفيات والقروض والمتأخرات والرهنيات والمحاكم والشيكات وكل وشطارته وفهلوته وقسمته ونصيبه ….والذي نعلمه علم اليقين أن 7 ملايين من المغاربة ما زالوا تحت خط الفقر بمعيار منظمات الأمم المتحدة فبماذا سيصرحون ؟ بقبور الدنيا أم منازل الآخرة ؟ بالأكواخ أم بالكهوف ؟ بالسيارات أم الداراجات أم ما نسميه في إقليم تازة ب “الرقم 11 أو الكرفوحي ” ؟

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.