بنت الشاون تتبرأ من الشباب المتواكل وتعتز بالشباب المتوكل

 كنال تطوان / بقلم: بنت الشاون

لا يمكن لأي مجتمع أن يرقى بدون عصبه الرئيسي الذي هو الشباب، فهو عماد المجتمعات وبه ترقى الأمم، لذا نجد بأن الديمقراطيات الغربية تشجع وتؤطر شبابها من أجل إدماجه في إشراكه في كل المجالات، كما أننا نجد أن هذا الشباب الغربي بصفة عامة يقدر المسؤولية إذا ما ألقيت على عاتقه، فيعمل في جميع المجالات ويحترم العمل بشكل عام مهما كان نوعه. لكن المؤسف هو حينما نقارن بين شبابنا المغربي (و أنا هنا لا أعمم طبعا) والشباب الغربي حيث نجد أن الشباب الغربي يعمل و يبحث عن العمل و يقدره  لكن شبابنا يبحث عن نتائج العمل دون أن يعمل. قد يكون من المجحف القول أن شبابنا لا يحلم بالتطور و العيش الكريم، لكن الطريق طويـــــــــل بين الحلم و تحقيقه، فأحلام هذه الفئة من الشباب كبيرة جدا لكنها مستحيلة التحقيق (رغم أنني لا أؤمن بكلمة مستحيل)، أقول مستحيلة التحقيق لأنهم لا يقومون بأي مجهود لترجمة احلامهم الى حقيقة، بل هم شباب متواكل يعتمد على غيره ويعيش عالة على والديه، شباب استحل واستحلى العطالة والتواكل،  فأي أحلام ستحققها الشابة أو الشاب الذي  لا ينام إلا في وقت متأخر من الليل ولا يستيقظ إلا بعد الظهر.  أحلامهم كبيرة لكن عطاءهم وعملهم من أجل تحقيق هذه الأحلام هزيل جدا،  فنجد أن من الشابات لا يحاولن تحقيق ذواتهن بالعمل بل كل همهن أن يأتي العريس  على فرس أبيض حاملا معه الفيلا والسيارة الفخمة والحساب البنكي المنتفخ والحلي …. ليقلب حياتهن رأسا على عقب، فتنتظر وتنتظر وتقدم النازل تلوى التنازل إلى أن تستيقظ من حلمها وقد خسرت الكثير. فلا تحصل في الأخير إلا على عريس كان نائما ينتظر أن تمطر السماء ذهبا وفضة. فتنطبق عليهما قولة ” وافق شن طبقة” . فمثل هذا الشاب لا يجد إلا مثل هكذا شابة خمولة كسولة مثله. لكنني أشعر بالفخر حينما أجد بعض الشباب المغربي يعمل على كسب قوته اليومي من أعمال بسيطة لكنها شريفة، فأفتخر بشاب يعمل بناءا أو بستانيا أو حارس سيارت … و أحس بالحزن حينما أرى شابا يتسول بعض الدريهمات يوميا من والديه المغلوب على أمرهما، وأقدر و أعتز بالشابة المغربية الأصيلة التي تعمل كنادلة أو تبيع الخبز أو الحرشة دون أن ترضى لنفسها المهانة و لا تعطي الدنية. ولهذا لا بد من أن نتعامل بسخاء مادي و معنوي مع هذه الفئة من الشباب المغربي الحقيقي لتشجيعه على العمل الشريف، كما أنه يجب علينا الوقوف اجلالا و احتراما لهم لأنهم يعملون بشرف وينتجون في مجتمع يحتقر (في أغلبه) هذا النوع من الشباب الذي يمتهن اعمالا بسيطة من هذا النوع و يتعامل معه باستعلاء و تكبر.

أما شبابنا الذي استنسخ أسوء تقاليد الغرب ، فصار كالغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة فنسي مشيته ، فلا هو احتفظ بمشيته ولا هو أتقن مشية الحمامة، بل صارح يتخبط في الأرض… و لعل أبلغ مثال على ذلك هو المنظر الحزين للعدد الهائل من الشابات و الشبان الذي تجمعوا يوم الأربعاء الماضي أمام بناية بالدار البيضاء و هم يحاولون اجتياز مباراة في الغناء في برنامج “اراب ايدول” التافه، فعرفت كم هي تافهة هذه الفئة من شبابنا، الكل يبحث عن المال السهل والشهرة الكاذبة، والكل يبحث عن موطئ قدم بين الراقصات و المغنين.

أظن أنه قد حان الوقت لفتح نقاش جدي بخصوص هذا المشكل الذي يعيق تقدم مجتمعنا، فالشباب عصب المجتمع وهو بمثابة المحرك الأساسي الذي يبني البلاد في الحاضر والمستقبل.

كان الله في عونك يا وطني

https://www.facebook.com/bentchaouen

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.