كنال تطوان / و.م.ع
لاءات كثيرة يتعين على المرأة، الأم والبنت والزوجة، أن تقولها في لحظات ظلم قاس من ذوي القربى قد يكون مصدره الإيمان المطلق بقيم مجتمعية مغلوطة وتطال تبعاته حاضر الأبناء ومستقبلهم.. تلك صرخة شريط “يما”، لمخرجه رشيد الوالي، والذي عرض يوم الاثنين الماضي بسينما “الريف” بطنجة، ضمن برنامج المسابقة الرسمية للفيلم الطويل للدورة ال15 للمهرجان الوطني للفيلم.
ويحكي الشريط خلال 100 دقيقة، قصة بوجمعة (رشيد الوالي)، ابن البادية الذي تمكن من مواصلة دراسته بالمدينة حيث شق مساره المهني كمصمم إشهار، وانشق عن قيم وأعراف تسود في بيئته الأصل وتسمح للأب، من ضمن ما تسمح به، بالزواج من صغيرة يتيمة بحجة إنقاذها من “الذئاب” وبتزويج ابنته اليافعة من أرمل في الأربعين وبحرمان الأبناء من الدراسة صونا للأعراف.. باختصار، أن يأتمر الكل بأمره ولا ينتهي إلا بنهيه.
بعد غياب طويل، حملته مكالمة هاتفية من والده على زيارة القرية التي رأى بها النور، ليصطدم، ما أن وصل، بأفكار أبيه من جديد. الأخت، التي لم تفارق الطفولة ملامحها بعد، ستتزوج من مزارع كهل، والأم حقها الوحيد الذي كانت تملكه ولا زالت هو التزام الصمت والنأي بنفسها عن كل الشؤون، وكلاهما غير مسموح له بقول “لا”. أما هو، فطلب منه ترك المدينة و”ترهاتها” والعودة إلى القرية والخضوع لقواعدها والزواج.
اصطدام قرر على إثره بوجمعة العودة إلى المدينة، عودة بلا رجعة، لاستئناف حياته الخاصة بها. وفي طريقه صادف امرأة (ليلى) من كورسيكا، حيث توجد امرأة أخرى غامضة لا يعرف عن هويتها شيئا، وتعلق بها بعد أن اعتاد التواصل معها عبر الأنترنيت. يتوفر فقط على دليل جغرافي قد يقود إلى مكان وجودها، وقرر مع ذلك التوجه إلى الجزيرة الفرنسية رفقة ليلى بحثا عن المرأة الغامضة، التي صارت مشروع زواج.
بعد رحلة بحث طويلة وصل “بوجمعة” إلى مكان السيدة الغامضة، ليجدها شابة مهاجرة من أصل مغربي، وقد زوجها والدها لأول خاطب طلب يدها..لأنها لم تجرؤ على قول “لا”، مثلما لم تقلها والدته وشقيقته.
هي لاءات كثيرة يصرخ رشيد الوالي من خلال “يما”، وهو أول فيلم طويل له كمخرج، من أجل أن تقولها المرأة في حينها عندما يقتضي المقام ذلك.. مقام الظلم والقسوة والخطأ بالتحديد.
وقد شخصت أدوار هذا العمل السينمائي، الذي حصل على جائزة أحسن تمثيل رجالي في مهرجان سينما الهجرة بأكادير، فضلا عن المخرج رشيد الوالي الذي اضطلع بدور البطولة، وجوه جديدة وأخرى مألوفة لدى المشاهد المغربي، بينها سعاد حميدو ومريم زهاري وحسن فلان وجمال الدين الدخيسي وياسمين كرلاش وحفيظة طاهري