كنال تطوان / بقلم : ذ.عبد الله الرامي
بلاصا بريمو ، كلمة تتردد على ألسن كل التطوانيين ، ويجدون حلاوة وهم يتلفظون بها . في حين لا يتلفظ أي منهم كلمة ” ساحة مولاي المهدي ” . والكلمتان معا تعنيان ساحة وسطالمدينة عند البريد المركزي . ولكن هل فكر أحد يوما وتساءل عن هذين الاسمين لساحة وسط المدينة، التي يحلوا للكثيرين تسميتها أيضا ب ” الخاصة ” ؟
وإذا كان إسم ” الخاصة ” واضح لأنه يعبر عن نافورة الماء في الساحة ، فماذا عن الإسمين الآخرين ؟
أطلق الاستعمار الإسباني أسماء كثير من رجالاته العسكريين والمدنيين الذين تفننوا في سفك دماء المغاربة الأحرار والمجاهدين ، على شوارع وساحات مدينة تطوان . ومن هذه الأسماء : ميكيل بريمو دي ريڨييرا
( megel primo de rivera ). وهو جنرال إسباني مقيت ، قتل الآلاف من أبناء المنطقة الشمالية للمغرب من تطوان إلى الناضور . تسلم السلطة في إسبانيا بعد انقلاب 12 سبتمبر 1923 ، وأعلن عن سياسة جديدة لبلاده في شمال المغرب ، وهي الانسحاب من المناطق الداخلية ، التي تلقى فيها هزائم نكراء على أيدي المجاهدين ، إلى المدن الحصينة على السواحل . غير أن القوات الريفية لاحقته بشن حرب عصابات . وقد اعترفت إسبانيا آنذاك بخسارتها 21250 جنديا قتيلا في الستة أشهر الأولى من سنة 1924 دون أعداد هائلة من الجرحى والأسرى . وكان الجنيرال بريمو قد أشرف بنفسه على عملية الانسحاب .
وتمجيدا لهذا الجنيرال الدموي ، أطلقت السلطات الاستعمارية اسمه على ساحة ” الخاصة ” وسط مدينة تطوان . أما اسم ” ساحة مولاي المهدي ” فقد أطلقه المغاربة بعد استقلال البلاد . ومولاي المهدي نسبة إلى الأمير مولاي الحسن بن المهدي ، خليفة السلطان على المنطقة الشمالية إبان فترة الاحتلال .
وإلى اللقاء في ذكرى أخرى إن شاء الله