تطوان / الشمال بريس – متابعة
احتجت بشدة، صباح اليوم (الاثنين)، عائلة توائم القصر الكبير الخدج، أمام مستشفى سانية الرمل بمدينة تطوان، بعد أن رفضت الإدارة تسليمهم جثتي التوأمين (الأنثيين)، اللتان توفيتا بقسم الأطفال بنفس المستشفى، ووضعتا بمستودع الأموات منذ أزيد من أسبوع في انتظار إتمام إجراءات التسليم والدفن.
وذكر أب التوأمين، عبد السلام الهيش، في اتصال مع “الشمال بريس” أن إدارة المستشفى رفضت تسليمه الجتتين بحجة عدم قانونية نقلهما على متن سيارة إسعاف تابعة للجماعة الحضرية بالقصر الكبير، وطلبت منه إحضار سيارة لنقل الأموات تابعة لإحدى الشركات الخاصة بتطوان، ودفع 2800 درهم مقابل ذلك.
ولم يستصغ أفراد عائلة التوائم، الذين صاحبوا الأب في رحلته إلى تطوان، هذا الإجراء، واعتبروه “تعسفيا” و”خارجا عن القانون”، خاصة أن الأب متقاعد وليس بمقدوره دفع هذا المبلغ، وسبق له أن استجاد بعض المحسنين بمدينته القصر الكبير، الذين ساهموا بدفع مصاريف البنزين، بعد أن وافق رئيس البلدية منحه سيارة الإسعاف الجماعية، ماجعلهم يعودون أدراجهم تاركين الجثتين بالمستشفى إلى حين أن تجد الإدارة حلا لهذه الإشكالية.
من جهة أخرى، نفى البشير الجباري، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتطوان، أن تكون إدارة المستشفى رفضت تسليم جثتي التوائم وطالبت بدفع مبلغ مالي، معتبرا ما تم تداوله افتراء وتأويل خاطئ للحوار الذي دار بين المسؤول عن مستودع الأموات والأسرة المعنية.
وقال المندوب إن “المستشفى لا يملك سيارة لنقل الأموات لكي يطالب بدفع ثمن النقل، فهذه العملية تقوم بها شركات محلية خاصة، ولها اتفاق مع باقي الشركات التي تشتغل في هذا الإطار بعدد من المدن المغربية، وهو اتفاق يلزم هذه الشركات بعدم نقل الأموات من مستشفيات خارج حدودها الترابي، الأمر عرقل عملية التسليم لا أقل ولا أكثر”.
وأكد المندوب، أنه اتصل بمجموعة من المحسنين بمدينة تطوان، الذين ابدوا استعدادهم لدفع المبلغ لأحدى الشركات من أجل نقل الجثتين إلى مسقط رأسهما، إلا أنه تفاجأ بعودة الأب إلى القصر الكبير، داعيا إلى عودته لإتمام الإجراءات القانونية وطي هذا الملف الذي تريد بعض الجهات أن تصنع منه قضية لأهداف غير أخلاقية.
يذكر أن المستشفى المحلي بالقصر الكبير شهد، يوم السبت 25 يناير المنصرم، ولادة أربع توائم خدج ازدادوا في حالة صحية حرجة، حيث كانت أوزانهم تتراوح بين 650 و 900 غرام، وجميع أعضائهم غير مكتملة النمو، ما تطلب نقلهم إلى المستشفى الإقليمي اللامريم بالعرائش، نظرا لافتقار المستشفى المحلي للمعدات اللازمة، إلا أن اثنين منهم لفظا أنفاسها الأخيرة مباشرة بعد وصولهما إلى مستشفى العرائش، فيما تم نقل الآخرين إلى مصلحة طب الأطفال بمستشفى سانية الرمل بتطوان، حيث وضعا تحت الرعاية الطبية المركزة قبل أن يفارقا الحياة مساء نفس اليوم.