https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

من خلال الامتداد الدولي، وادي لو في خدمة القضية الوطنية

كنال تطوان / الكاتب : علي بلمحجوب

سطر المكتب المسؤول بالمجلس البلدي لوادي لو ومنذ توليه مقاليد التسيير، برنامجا محكما اتخذه على عاتقه، أمام الناخبين كوعد منه، يروم العمل على المددين المتوسط والبعيد، خلق شراكات مع العديد من المنظمات والهيآت الغير حكومية، داخل إطارات دولية تعمل في مجالات التنمية المحلية وتحسين ظروف عيش الساكنة.. ملتزما بالقوانين، ومغتنما في الآن نفسه  “الدينامية الجديدة التي وفرها الإصلاح الأساسي للامركزية الذي عمل على تعزيز وتوسيع اختصاصات المجالس الجماعية وتزويدها بجملة من آليات التعاون اللامركزي مع الجماعات الترابية الأجنبية..”

ولا بد من التذكير هنا، أنه قبل سنة 2003، كانت الجماعة محرومة من أبسط مقومات التنمية، في ظل غياب مرافق أساسية، من مؤسسات تعليمية في المستوى، والمراكز الصحية وانعدام البنيات التحتية من طرق وغيرها، وهوما دفع بشباب المنطقة مرغمين إلى استرخاص أرواحهم بالهجرة السرية نحو الضفة الأخرى للخلاص من التهميش والبطالة، والبحث عن آفاق رحبة لتحقيق أحلامهم من رغد ورفاهية في العيش..

هذه الأوضاع المأساوية التي اتسمت بالعشوائية، أغرقت المنطقة برمتها في مسار مجهول، كان سببا في سحب المواطنين ثقتهم من المنتخبين، حيث لم يعد لهم أمل في التدبيرالمحلي لمنطقتهم، باستحالة الخروج من هذه الدوامة الكاذبة ودواليبها، وهذا ما أجج غيرة أبناء المنطقة وكان من الأسباب والدوافع القوية التي جعلت “القادمين الجدد” يتحدون كل العراقيل والإكراهات لإنقاذ وادي لو وإخراجها من هذه العزلة التي خيمت عليها السياسة المغشوشة لسنين عديدة، وهو ما يزكي تصريحات رئيس المجلس الذي ما فتئ يردد في العديد من المناسبات “..أن الانتماء إلى هذه الربوع هو الدافع الأساس والقوي في عملنا اليومي لرد الاعتبار لوادي لو بالخصوص ومحيطها بصفة عامة..”

وإذا عدنا إلى التساؤلات التي سبق وأن طرحت في الحلقة الأولى من هذا الموضوع، مادامت الأسباب والدوافع واضحة والأهداف مسطرة، والطموحات كبيرة، يبقى علينا ملامسة ما يجري في الواقع، من خلال انعكاسات تلك الشراكات المبرمة واتفاقيات التعاون، التي لا يكاد يمر شهر حتى تندمج الجماعة في لقاء دولي خارج الوطن صحبة مدن أخرى من الشمال، كان آخرها مشاركتها الأسبوع المنصرم،  في اللقاء الذي احتضنته مدينة مالقا الإسبانية، اللقاء الدولي الختامي للمشاريع المشتركة بين مدن تطوان، طنجة، الناظور، الحسيمة، العرائش، شفشاون، الحسيمة وبلديــــــة مالقا في إطار برنامج التعاون اللاحدودي “بروكطفيكس” بحضوررئيس بلدية مالقا ومندوب وزارة المالية الإسباني و ممثلي الجماعات الحضرية لشمال المغرب وممثلي جهة طنـــــــــجة تطوان وجهة تازة الحسيمة تاونات و ممثلي المجتمع المدني.

وكانت الثمرات الأولى لمبادرات استهدفت المجتمع الوادلاوي، همت عددا من النساء منخرطات في برنامج محو الأمية، ومن جمعيات تعمل في الشق الاجتماعي ومحاربة الفقر والهشاشة وتلاميذ مؤسسات تعليمية من مختلف الأعماروفئات اجتماعية أخرى، للاستفادة من تكوين في مجال تدبير النفايات المنزلية، ومنحهن فرصة لقاء نساء من مجتمعات مغايرة بغية الاحتكاك وكسب التجربة في مجالات متعددة، وإشراك المواطنين والمواطنات وإدماجهم على مختلف مستوياتهم في كل المجالات الثقافية والاجتماعية التنموية وغيرها، وذلك في إطار الشراكة التي تجمع بلدية “واد لو” و”مالقا” بإسبانيا.

وقد تتبع الملاحظون من فعاليات ثقافية وإعلامية بإسبانيا والمغرب، وفي إبانه كشهود على الحدث الثقافي الاستثنائي، الذي تجلى في افتتاح مكتبة رقمية حديثة،  بحضورالمديرالعام لوكالة الأندلس للتعاون الدولي جوكان ريفاس ومدير برنامج اليونسكو بجامعة مالقا الإسبانية بيرناندو دياز، ونائب رئيسة جامعة مالقا ومدير أكاديمية التعليم بجهة طنجة تطوان..”المكتبة التي تم إنجازها”، يقول الملاحي، “بشراكة مع الحكومة الأندلسية وجامعة مالكا بإسبانيا من المشاريع النموذجية التي تقام لأول مرة بالمغرب، هي مكتبة حديثة ذات تكنولوجيا عالية، تضم 26 حاسوبا وتحتوي على مجموعة من الكتب في مختلف ضروب المعرفة، والتي من شأنها أن تتيح للطلاب والتلاميذ وتمكنهم من إغناء معرفتهم وأبحاثهم في ظروف جد جيدة، بالإضافة إلى خدمات متعددة وفوائد كثيرة تحويها المكتبة التي يتجلى الهدف الأسمى منها المساهمة في تنمية القدرات المعرفية لشباب المنطقة المتعطشين لمثل هذه المبادرة..”

“بالإضافة إلى تحسيس المواطنين وإذكاء روح الوطنية لذيهم يتابع رئيس المجلس، من خلال تحسيسهم بأن التعامل مع جيراننا الإسبان يجسد مصلحة البلدين الجارين المتبادلة المبنية وفق ضوابط الشراكة المؤسسة على الاحترام، والاعتراف بوحدتنا الترابية، كشرط أساسي لكل عمل تعاوني وتشاركي بين البلدين ومن خلالهما المؤسسات والهيآت الغير حكومية..”

(يتبع)

كنال تطوان / الكاتب : علي بلمحجوب

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.