https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

تطوان.. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رافعة أساسية لتطوير التربية والتعليم

كنال تطوان / و م ع

شكلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رافعة حقيقية للنهوض بالتربية والتعليم ودعم تمدرس الأطفال على مستوى إقليم تطوان، لاسيما من خلال تقليص الفوارق في بيئة التعلم ودعم التعليم المدرسي والمساعدة على تعميم التعليم الأولي.

من خلال وضع العنصر البشري في قلب أولوياتها، ساهمت المبادرة الوطنية بشكل فعال في تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية للأطفال، وتعزيز التعليم الأولي وتقديم الدعم المدرسي للتلاميذ الذين يواجهون صعوبات والعمل على تعزيز جودة التعليم بالإقليم، وبشكل خاص في المناطق القروية.

وتم تنفيذ العديد من المشاريع الاجتماعية والتربوية، فضلا عن اتخاذ عدة إجراءات تروم تعزيز نمو وتفتح الأطفال، ولا سيما القادمين من أوساط معوزة، حيث تم الانتهاء من بعض هذه المشاريع وتوجد أخرى قيد الانجاز بمختلف الجماعات التابعة لإقليم تطوان، وذلك بفضل الدعم الثابت للمبادرة الوطنية، بشكل متكامل ودون أن تحل مكان القطاعات الوزارية والجماعات الترابية، وذلك من أجل تحسين فاعلية السياسات المطبقة في مجالات التربية ودعم الطفولة المبكرة.

في هذا السياق، يشكل الاستثمار في الرأسمال البشري منذ سن مبكرة لمحاربة الفوارق الاجتماعية وإعادة الأمل للسكان المحرومين، أحد المحاور الرئيسية للبرنامج الرابع للدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ضمن المرحلة الثالثة من المبادرة (2019 – 2023)، بهدف تعزيز الإنجازات المحققة في المرحلتين السابقتين.

ويقترح هذا البرنامج، من بين عدة محاور، تقليل الفوارق في بيئة التعلم وتعزيز تفتح الأطفال واليافعين، لا سيما من خلال مكافحة الهدر المدرسي وتعزيز النجاح الأكاديمي، ودعم الطلاب أثناء اختيار التوجيه المناسب.

وحسبت معطيات قسم العمل الاجتماعي بعمالة تطوان، فقد استفاد قطاع التربية والتعليم من 70 مشروعا بغلاف مالي يصل إلى 50.5 مليون درهم، من بينها 39 مليون درهم كمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال الفترة الممتدة من 2005 إلى 2020 على مستوى إقليم تطوان.

من خلال هذه المشاريع التنموية المتعلقة بقطاع التعليم، تسعى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جاهدة لدعم هذا القطاع الحيوي، الذي يكتسي أهمية كبيرة من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالإقليم، وذلك بتنسيق مع مختلف القطاعات، والعمل على توحيد الجهود وضمان التكامل بين التدخلات.

ومن بين التدخلات المهمة للمبادرة في قطاع التعليم، يمكن الإشارة إلى المبادرة الملكية “مليون محفظة”، والتي استفاد منها هذا الموسم الدراسي 2020 – 2021 أزيد من 20 ألف تلميذ وتلميذة بالمناطق الحضرية والقروية، وساهمت فيها المبادرة بغلاف مالي يصل إلى 6.23 مليون درهم.

كما أجرى إقليم تطوان تشخيصا شاملا لحالة المؤسسات التعليمية بالإقليم، ولا سيما في المناطق القروية، من أجل تحديد التدخلات اللازمة لصيانتها وإعادة تأهيلها.

في هذا الصدد، تمت برمجة العديد من مشاريع إعادة تأهيل المدارس في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مع التركيز بشكل خاص على صيانة الحجرات الدراسية والمرافق الصحية والملاعب الرياضية وإنشاء المكتبات والقاعات المتعددة الوسائط ومرافق أخرى.

في هذا الإطار، أوضح قسم العمل الاجتماعي أنه تم القيام بصيانة وتأهيل دار الطالبة بغلاف مالي إجمالي يبلغ حوالي 1.8 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بحوالي 1.2 مليون درهم، وذلك من أجل تشجيع تلميذات المناطق القروية على مواصلة دراستهم والحد من الهدر المدرسي في صفوفهن، مضيفا أن هذه المؤسسة تستقبل حاليا 79 تلميذة نزيلة.

بالنظر إلى أهمية التعليم الأولي في تنمية الطفولة المبكرة وتعزيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، أولت عمالة إقليم تطوان اهتماما خاصا بالمشاريع المتعلقة بتعميم الخدمة بالمناطق القروية، من خلال تأهيل وبناء وتجهيز 10 وحدات خلال الموسم الدراسي 2019-2020 بمساهمة من المبادرة بقيمة تصل إلى 2.5 مليون درهم، واستفاد منها 200 طفل يتراوح عمرهم بين 3 و 5 سنوات.

وأشار قسم العمل الاجتماعي إلى أنه تمت برمجة إنجاز 10 وحدات للتعليم الأولي خلال عام 2021، بميزانية قدرها 2 مليون درهم، ممولة بالكامل من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى جانب إطلاق أربعة مشاريع في قطاع التربية والتعليم خلال العام ذاته.

وتابع المصدر نفسه أن عمالة الإقليم أولت لقطاع النقل المدرسي عناية خاصة لدعم تمدرس الأطفال ومكافحة الهدر المدرسي، لاسيما في الجماعات القروية، مذكرا باقتناء 121 حافلة إطار المبادرة استفاد منها 7475 تلميذا من مختلف الجماعات الترابية.

في هذا الإطار تم إنجاز مشروع الدعم المدرسي بالوسط القروي في عام 2020، بمساهمة من المبادرة بقيمة 0.45 مليون درهم، بهدف تنمية قدرات التلاميذ وتحسين نتائجهم الأكاديمية، وهو المشروع الذي يستفيد منه حاليا 460 تلميذ.

من بين المؤسسات المدرسية المستفيدة من برنامج الدعم والمواكبة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المدرسة الجماعاتية مليكة الفاسي بالجماعة القروية السوق لقديم، والتي استفادت من ثلاث سيارات نقل مدرسية بالإضافة إلى العديد من المشاريع التي كان وقعها إيجابيا على التلاميذ.

وأبرز مدير المدرسة، عبد الحق خليهي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المدرسة منذ إحداثها سنة 2013 وهي تضطلع بدور مهم في محاربة الهدر المدرسي على مستوى الجماعة، مشيرا إلى أن المدرسة استفادت كذلك من عدة مشاريع في إطار المبادرة، بما في ذلك التزويد بالمياه الصالحة للشرب من خلال حفر بئر وتزويده بمضخة وإنشاء سقاية بميزانية تصل إلى 190 ألف درهم.

وتابع أن لهذه المشاريع أثر كبير في تعزيز تعلم الأطفال ومكافحة الهدر المدرسي وتحسين الأداء الأكاديمي للأطفال، مذكرا بأن حوالي 266 طالبا، من بينهم 133 فتاة يستفيدون حاليا من النقل المدرسي بفضل دعم المبادرة.

وأوضح السيد خليهي أن حوالي 40 طالبا في المستويين الرابع والخامس ابتدائي يستفيدون هذا العام من الدعم المدرسي، بفضل مشروع ممول من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتشرف عليه جمعية الاتحاد الوطني لنساء المغرب – فرع جامع مزواق، منوها بأن المؤسسة نجحت في مكافحة الهدر المدرسي بفضل دعم المبادرة وبفضل جهود الأطر التربوية والإدارية بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والفاعلين المحليين.

بكلمات تقطر براءة، أعربت التلميذة دينا داوود عن جزيل الشكر للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الدعم المدرسي ودعم انشطة التفتح لفائدة الأطفال، مبرزة انها تستفيد من النقل المدرسي والدعم المدرسي، والذي سيمكنها من تقوية قدراتها وتحسين نتائجها الدراسية.

وعبر مختلف المشاريع، تساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل كبير في النهوض بقطاع التربية والتعليم بإقليم تطوان، من خلال تدخلاتها المباشرة في إعادة تأهيل المدارس وتحسين العرض التعليمي ودعم تعليم التلاميذ.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.