“مهاجرون أفارقة” يحكون تفاصيل اقتحام سائق مغربي لمعبر باب سبتة

كنال تطوان / العمق – جمال أمدوري

كشف مهاجرون أفارقة كانوا داخل سيارة يسوقها مغربي يبلغ من العمر 38 سنة، اقتحمت المعبر الحدودي “باب سبتة” منتصف نونبر الماضي، عن تفاصيل مثيرة بخصوص هذه الواقعة التي وصفتها صحف الاسبانية بـ”العملية الانتحارية”.

“بوباكار سو” أحد المهاجرين الذين أقلهم السائق المغربي، من جنسية غينية، قال في حديث مع “إلباييس” الإسبانية، إنه كان يبحث عن مأوى له بغابة قريبة من مدينة طنجة فإذا بسيارة تقترب منه فبدأ بالركض ظنا منه أنها للشرطة، قبل أن يسمع صوت السائق يقول: “هل تريد الذهاب إلى أوروبا”.

وأضاف “بوباكار”ّ، “لاحظت أن السيارة مليئة بالناس، وصعدت أنا أيضا”، مضيفا “كان الظلام دامسا لحد أنه لم أتمكن من التعرف على أي شخص”. وتكدس داخل السيارة 33 رجلا و16 امرأة وطفلين، وفقا للصحيفة الإسبانية.

ووفقا للمهاجر الغيني ذاته، فإن السائق المغربي ذهب لاصطحاب كل واحد، بعضهم كانوا مجموعات منفردة، وأيضا آخرون صادفهم فقط في الشارع، قبل أن يتوجه إلى المعبر الحدودي، ويقتحمه من الجانبين المغربي والإسباني.

ومن جهته، قال سليمان وهو من السيراليون، “تحطم كل شيء، بكيت بعدما أدركت أنني في خطر، كان الكل يصرخ”، مضيفا “أصيبت بالدوار، بعد أن اهتزت السيارة، وتساءلت إلى أن يذهب هذا الرجل”، مشيرا إلى أن السيارة اقتحمت الحواجز قبل أن تتوقف ويقوم الحرس المدني الإسباني بتطويقها وضرب أبوابها.

في تلك اللحظة، انهار سليمان، وقال “فقدت الوعي بسبب الحرارة داخل السيارة، كان المكان مظلما لدرجة أنني عندما رفعت رأسي لم أستطع رؤية أي شخص، لقد ضاع مني كل شيء”.

“سألنا السائق عما إذا كنا نرغب في الذهاب إلى أوروبا، قلنا نعم، لكن ليس لدينا مال”، يقول “توريس بايدي” وهو غيني يبلغ من العمر 18 عامًا: “لقد أخبرنا أنه لا يطلب الكثير، فقدمنا له ما لدينا”ّ، منحه المهاجر الغيني 150 يورو، ويقول إن “البعض دفع أكثر، والبعض الآخر أقل”.

المهاجر السيراليوني سليمان لم يكن في جيبه إلا 500 درهم (50 أورو)، تضيف “إلباييس”، فقدمها إلى السائق المغربي إضافة إلى سلسلة كان يضعها على عنقه.