https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

مشروع “حكاية شهرزاد”.. وسيلة لترسيخ القيم والمهارات لدى فتيات تطوان والنواحي

بقلم : هشام المساوي

هن حوالي 100 فتاة من عدد من مدن جهة الشمال، استفدن على مدى 6 أشهر من مشروع “حكاية شهرزاد” الرامي إلى استخدام الحكاية الشعبية كوسيلة فعالة في التأطير وترسيخ عدد من القيم والمهارات.

وجعلت المرحلة الأولى من هذا المشروع، التي اختتمها يوم أمس الأحد “أكاديمية التغيير” بتعاون مع ست جمعيات محلية بتطوان ومرتيل والمضيق والفنيدق وبليونش، من التراث الشفاهي حاملا لتغيير شخصيات فتيات تتراوح أعمارهن بين 16 و 26 سنة ليصبح فاعلات في مجتمعهن المحلي.

عن فلسفة هذا المشروع الثقافي والاجتماعي، أكدت السيدة مريم العبودي، منسقة برنامج “حكايات شهرزاد”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن البرنامج يقوم على تنظيم سلسلة من الورشات التي يؤطرها أدباء وحكواتيون محترفون وتروم “زرع الثقة في النفس لدى الفتاة وترسيخ قيم المساواة”.

ووجدت أكاديمية التغيير في الحكاية الشعبية خير وسيلة من أجل زرع قيم المواطنة لدى هذه الشريحة من الفتيات اللواتي اعتدن حياة الظل، إذ تبرز السيدة العبودي أن المشروع مكن من “إحياء التراث الشعبي، أي الحكاية، وأيضا ساهم في تشجيع المستفيدات على الكتابة وعلى القراءة، ومن خلالهن التأثير في محيطهن”.

وقد أثمر المشروع نتائج واعدة على صعيد المجتمعات المحلية للمستفيدات، إذ بدأ التغيير يتلمس طريقه بروية في حياتهن، وشرعت بعض فصول “حكايات شهرزاد” تتمثل على شكل ممارسات وقيم تطبع شخصية الفتيات اللواتي كن يرزحن تحت ثقل المجتمع وهيمنة الذكور على المشهد العام.

ولعل وردة الناجي، مستفيدة تنتمي لجمعية المستقبل للتنمية المحلية والثقافة والعمل الاجتماعي ببليونش، لم تجد كثير جهد وهي تعبر لوكالة المغرب العربي للأنباء عن التغيير الذي صارت تعيشه يوميا منذ أن انضمت إلى مشروع “حكايات شهرزاد”.

بكثير من الوضوح والجرأة في الحديث، تقول هذه الفتاة القادمة من بليونش، بلدة معزولة جغرافيا لوجودها بين جبل موسى ومضيق جبل طارق، أن المشروع ساهم في “تثقيفنا وتعليمنا، أكسبنا الثقة في النفس والجرأة أثناء تبادل الآراء والدفاع عن المواقف”، مبرزة أن هذا التغيير يمكن تلخصيه في المساهمة في “بناء الشخصية”.

غير أن الهدف الأسمى لا يكمن فقط في تحقيق هذا التغيير الذاتي، بل أن تصبح الفتاة فاعلة في محيطها، وهو ما استوعبته وردة الناجي التي تقول بكثير من العزم أن البرنامج “مكننا من تعلم تقنيات الحكي وحبكة الحكاية وإفهامها للناس، لكن من خلالها يمكننا تمرير قيم المواطنة”.

في السياق ذاته، كشف يوسف مركَي، عضو مؤسس لمنتدى شهرزاد، أن الجمعية أخذت على عاتقها الاشتغال على الأجناس الأدبية والموروث الشعبي الشفاهي لإحياء التراث وتوثيقه ومن خلاله ترسيخ القيم الانسانية والكونية التي يكتنزها.

واعتبر أن برنامج “حكايات شهرزاد” مشروع رائد “جسر بين الماضي، أي الموروث الشعبي الشفاهي والحكاية الشعبية، وبين الحاضر الذي يروم المساهمة في التغيير المبني على إحياء ثقافة القيم والمواطنة الحقة”، معتبرا أن المستفيدات امتلكن في ختام هذه المرحلة مهارات حياتية يحتاجها الشباب من الجنسين لتحقيق التغيير بشكل واعي.

خلال حفل الاختتام، كانت الفتيات فخورات بالمشاركة في البرنامج الذي ساعدهن على اكتساب التفكير النقدي والتعامل بنسبية مع الوقائع وامتلاك تقنيات التواصل والعمل الجماعي، وهي قيم تسربت إلى ذواتهن عبر حروف الحكايات الشعبية التي حفظنها عن ظهر قلب.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.