https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

فقراء يحجون فوق السحاب إلى ضريح مولاي عبد السلام

كنال تطوان + / هــِــس – زهور باقي

“ممنوع المشي فوق الفرشي بالأحذية” أول لافتة تصادف الزائر في رحلة استكشاف المكان الذي تغطيه فرشة فلينية تثبتها أوتاد حديدية على المساحة المحيطة بالضريح، زائرون يحملون أحذيتهم في يد و”الباروك” في يد أخرى، متجهين حفاة إلى ضريح مصبوغ سوره بالأبيض ونافذته بالأخضر، حيث تتزاحم عشرات الأيادي لوضع الشموع على الجدران، شباك في الأسفل يمكنك من إطلالة على قبر تحجبه شجرة كبيرة اختارت أن تنمو لصيقة به، رائحة ماء الزهر في كل مكان ، وأصوات الأدعية والأمداح النبوية تخترق الفضاء في جو تطبعه الاحتفالية.

رجال ونساء يقبلون السور، يرتلون بعض الأدعية قبل أن يجلسوا في درج غير بعيد عنه، ينتشون بآيات من القرآن يتهافت فقهاء على تلاوتها. مجموعات مبعثرة هنا وهناك من أجل استقطاب أكبر عدد من الوافدين، مقابل مبلغ من المال لا يحددونه، مكتفين بـ “اللي كتب الله”.

على طول العقبة المؤدية للضريح شموع وماء زهر وحناء، إضافة إلى بعض المنتوجات الخاصة بالمنطقة معروضة للبيع. شباب يصطادون زوارا ليرافقوهم إلى الأماكن المحيطة بالضريح، وفتيات يطاردن بأسئلتهن زائرات المنطقة ” هل تريدين نقش الحناء؟”. فيما يحوم المتسولون حول الزائر. هكذا هي الأجواء في ضريح مولاي عبد السلام الذي يرقد على جبل العلم ببني عروس، بعيدا بحوالي 50 كيلومترا عن تطوان من جهة، وشفشاون من جهة أخرى. الحج في الإسلام لمن استطاع إليه سبيلا، ومن لم يستطع فسبيله إلى “مولاي عبسلام” كما ينطقها أهل المنطقة.

“شايلاه أمولاي عبسلام”

يحج إلى مولاي عبد السلام من 50 إلى 60 ألف زائر خلال الموسم السنوي في 15 شعبان، ويستمر من ثلاثة أيام إلى أسبوع. وجاء تقليد الاحتفال به في إطار حدث ديني أو ما يسمى “النسخة” الذي يصادف 15 شعبان، إذ يحتفل المغاربة بيوم صيامهم. في القديم كان الناس “يصبغون” منازلهم بالأبيض، يطبخون الأكل ويعجنون خبزا من أجل استقبال الوفود التي تحج إلى الموسم مجانا، فتجد أناسا من أقصى الشمال يربطون علاقة صداقة بأناس من أقصى الجنوب، بفضل هذه الموسم” يقول السي سلام، قبل أن يضيف ” الأبواب كانت مفتوحة وشعارها ادخل مرحبا بك أنت وعائلتك” متحسرا على الوضع الحالي، إذ أصبحت منطقة مولاي عبد السلام مصدر رزق لسماسرة وأصحاب عقار، يكترونها ويخضعونها لمنطق السوق السوداء كلما اشتد الطلب، مفرغين الموسم من قيم التضامن والتعاون التي كانت تسود قديما.

ومن نوستالجيا الزمن الأصيل، يتذكر السي سلام حلقات تجمع الفقهاء والأئمة لتلاوة القرآن على ضوء الشموع قبل أن تصل الإنارة العمومية للمنطقة. ” تصور مساحة تضم 900 شخص يرتلون القرآن والأمداح النبوية وسط الشموع، فأثناء رؤيتهم من بعيد يظهرون لك تماما كنجم التبانة’ يقول السي سلام وعلامات التأثر بادية على وجهه، تتكرر الاحتفالية كل موسم “نسخة”، قبل أن يتصادف هذا الأخير مع الثلوج وتساقط الأمطار، وتسبب ذلك في تزايد حوادث السير لينضاف موعد سنوي آخر لمريدي الحج إلى “مولاي عبد السلام بن مشيش” كل فاتح يوليوز، إذ يحج عشاق التعبد من داخل وخارج المغرب للتجمع وترديد الأذكار. وهو موسم للتنزه أكثر منه

رأي واحد حول “فقراء يحجون فوق السحاب إلى ضريح مولاي عبد السلام”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.