الفوتوغرافي العلمي يقود الصورة في تطوان نحـو “أحاديث الأمكنة”

وقال العلمي بهذه المناسبة: “المعرض يشكل جسرا آخر لإعادة تشكيل الأمكنة وتوثيقها جماليا عبر مساحات بصرية تتعانق فيها ذاكرة الفضاءات والناس، مما يجعل الصورة الفوتوغرافية مفتوحة على حيزها الإنساني والزماني وهي تسرد أحاديثها ودوافعها وإيحاءات، الأبيض والأسود وكذا الألوان”.

وأفاد الفنان التشكيلي مصطفى بن الأحمر، أحد أطر المركز السوسيوــ ثقافي بتطوان، بأن المبدع أحمد الأمين العلمي يعد ذاكرة فوتوغرافية بجهة الشمال، كوّن رصيدا مهما في مجاله، فضلا عن اشتغاله بذكاء الفنان الذي يبحث عن جمالية الصورة في شموليتها، من ضوء وتراكيب ومشاهد وتوازنات بصرية، الشيء الذي يجعل أعماله ذات قيمة عالية.

وتؤكد أعمال العلمي الحالية تطلعاتها، بالمكانة والقوة والاحترافية نفسها، لتقتنص لحظات استثنائية ولتخلق علاقة حميمية مع الحيز المكاني، وبالتالي تقدّم جانبا مهما من نظرته الفردية والجماعية للعديد من المشاهد والمناظر والأمكنة: بورتريهات، معمار، طبيعة، ضوء وظل، مساحات خضراء، وجوه… من خلال أشكال وتيمات وتشكيلات ضوئية ولونية، تحكي موضوعاتها من حيث زوايا الالتقاط والنظر، ومن حيث منظومة تسْتغـوِرُ وتستبطِنُ علاقة الأبيض والأسود وسحر الآفاق وما تحمله من طاقات هائلة.

وبذلك يعيد الفنان صياغة الفضاء داخل تراكيب ومشاهد يختارها بدقة وعناية، باحثاً عن اللقطة الإبداعية البعيدة عن التصنع المندمجة وفق وعي جمالي وبناء فني للرؤية المكانية، لتصير مواضيعه متنوعة ومتعددة. كما يجعل لوحاته الفوتوغرافية حاضرة وخالدة، ما أعطاه مكانة مقتدرة على جسر الفوتوغرافيا بالمغرب والعالم العربي.

يذكر أن الفوتوغرافي المقتدر أحمد الأمين العلمي (من مواليد مدينة شفشاون سنة 1950) من الفنانين الذين بصموا المشهد الفوتوغرافي بالمغرب، نظرا لما تركته أعماله من تأثيرات على الإدراك البصري، وما تطرحه من أسئلة الذات والهوية والتجديد. كما راكم مسارات حافلة بالعطاءات والتتويجات الوطنية والعربية والدولية.