https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

الجنرال الإسباني بالفيردي: مشروع القنبلة النووية كان بهدف ردع المغرب

كنال تطوان / الايام24 – متابعة 

نزل الى المكتبات الإسبانية كتاب “مشروع إيسليرو: عندما كانت اسبانيا ستمتلك أسلحة نووية”، وهو كتاب يتحدث عن مساعي هذا البلد الأوروبي الى امتلاك أسلحة نووية خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وكان بهدف ردع المغرب عن كل مغامرة عسكرية ضد مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين وكذلك لاكتساب قوة وسط المجتمع الدولي.

وشهدت اسبانيا صدور عدد من الكتب والمقالات الصحفية حول مشروع القنبلة النووية، إلا أن كتاب ” مشروع إيسليرو: عندما كانت اسبانيا ستمتلك أسلحة نووية” مختلف ومتميز لأن مؤلفه هو الجنرال غييرمو بالفيردي بيناشو المسؤول المباشر عن هذا المشروع النووي إبان حقبة الجنرال فرانسيسكو فرانكو وخلال السنوات الأولى من الانتقال الديمقراطي في السبعينات.

والكتاب يقع في 320 صفحة، ومعزز بالوثائق والشواهد ومؤطر ضمن سياق النزاعات الدولية التي هيمنت على العالم ما بين الخمسينات وحتى بداية الثمانينات. ولتفسير رغبة اسبانيا الحصول على السلاح النووي ينطلق تاريخيا من سنة 1956، تاريخ استقلال المغرب عن اسبانيا وفرنسا وكذلك من تصور للرئيس الفرنسي شارل دوغول.

وعلاقة بالنقطة الثانية التي تعتبر رئيسية، كان الرئيس الفرنسي يؤكد أنه لا يهم هل تكون فرنسا عضوا أم لا في الحلف الأطلسي بقدر ما يجب أن تتوفر على سلاح نووي رادع يحمي سيادتها ويجعلها ضمن الكبار في العالم. وسيطر هذا التصور على القيادة السياسية والعسكرية في اسبانيا إبان الخمسينات لأنها كانت شبه معزولة عن العالم الغربي بسبب الحرب الأهلية التي عاشتها في الثلاثينات وانتهت بانتصار الجنرال فرانكو بعد مواجهات دامية خلفت أكثر من 300 ألف قتيل. وكانت اسبانيا تهدف الى امتلاك السلاح النووي لتكون من الكبار خاصة في ظل الحرب الباردة.

وحول المغرب، يؤكد الكاتب أن التفكير الرئيسي ظهر سنة 1956، فعندما حصل المغرب على استقلاله المغرب عن اسبانيا وفرنسا بدأ يطالب باستعادة الصحراء الغربية ومدينتي سبتة ومليلية، ووقعت مواجهات تزعمها جيش التحرير المغربي. وانتهى قادة اسبانيا الى ضرورة تطوير السلاح النووي لمنع المغرب من شن هجوم على الأراضي التي كانت تحت سيطرة اسبانيا وهي الصحراء وسبتة ومليلية. وتعاظم هذا التفكير في اسبانيا عندما أكدت واشنطن لمدريد أنه في حالة حرب مع المغرب لن تقدم لها أي مساعدة.

ويشير الكتاب أن السنوات الأولى لمشروع القنبلة النووية الإسبانية كان صعبا لقلة التجربة وغياب المعلومات، ولكن سقوط صواريخ نووية أمريكية في شاطئ بالوماريس  في إقليم ألمرية الأندلسي سنة 1965 دون أن تنفجر وانتشالها جعل الجيش الإسباني يحصل على التصور الكامل لطريقة صنع النقبلة النووية.

ويستعرض الكتاب في فصوله هذه المغامرة النووية، حيث كان يجري العمل سرا لتفادي مراقبة دول أخرى وخاصة الولايات المتحدة التي كانت تضغط على اسبانيا لكي توقع على اتفاقية حظر الأسلحة النووية، وكيف كانت مدريد تناور. وكانت اسبانيا مصممة على تصنيع السلاح النووي وتجربة القنبلة النووية في الصحراء التي كانت تحتلها وقتها قبل توقيع اتفاقية مدريد لتسليمها الى كل من المغرب وموريتانيا.

ويتوقف هذا الجنرال المؤلف عند منعطف هام للغاية، وهو الاجتماع الذي جمع بين وزير الخارجية الأمريكي هينري كيسنجر ورئيس حكومة اسبانيا الأدميرال كاريرو بلانكو يوم 19 ديسمبر 1973. وكان بلانكو يؤكد على كيسنجر ضرورة حصول اسبانيا على تعاون أمني تام من الولايات المتحدة أو ستقوم بتصنيع القنبلة النووية. فشل الاجتماع، وساعات بعد هذا الاجتماع ستقوم منظمة إيتا باغتيال رئيس الحكومة الإسبانية، في أشهر عملية اغتيال في هذا البلد الأوروبي مازالت  حتى يومنا هذا تثير الكثير من التساؤلات.

وفي سنة 1981، ستوقع اسبانيا اتفاقية يتم بموجبها مراقبة المحطات النووية الإسبانية، وفي سنة 1987 ستوقع مدريد على اتفاقية حظر الأسلحة النووية ليتم طي ملف صنع القنبلة النووية الإسبانية نهائيا.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.