https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

ردا على السيد وزير التعليم العالي !

كنال تطوان / بقلم : ابراهيم اولادقاسم  

 التخصصات الأدبية بين الفشل والإفشال

ردا على السيد وزير التعليم العالي

منذ عقود من الزمن ، مازال الحديث عن إشكالية المنظومة التعليمية بالمغرب ،فمنذ الاستقلال إلا حد الآن ، توالت على المنظومة التربوية المغربية مجموعة من الإصلاحات والمناظرات واللجن

اللجنة الرسمية لإصلاح التعليم (1975)، اللجنة العليا لإصلاح التعليم (1958) ، مناظرة المعمورة (1964)، مشروع إصلاح التعليم بإقران (1980)، اللجنة الوطنية المختصة بقضايا التعليم (1994)، تم الميثاق الوطني للتربية والتكوين (2010-2000) ومؤخرا البرنامج الاستعجالي (2012-2009)

فواقع الحال ، يشير إلى أن تاريخ الإصلاحات التربوية بالمغرب ، والتي كان أهمها المثاق الوطني للتربية والتكوين، وأخرها البرنامج الإستعجالي ، هو تاريخ أزمة بإمتياز، فكل السياسات التعليمية المتعاقبة على المنظومة التعليمية ، فشلت في إنجاز مشروع وطني إصلاحي حول المدرسة المغربية

ففي الدول التي تحترم نفسها يحاسب المسؤولون عن الأموال الطائلة التي صرفت على هذه المخططات، كما يتحملون مسؤولية فشلهم في القطاع ، لكن واقع الحال أننا نعيش داخل دولة تقليدية (دولة العفاريت والتماسيح) والتي لا يرقى فيها الوزير إلى أن يكون وزيرا بكل المقاييس ، فبعد الفشل الدريع الذي يتطلب أن تتحمل مسؤوليته الحكومة الآنية والحكومات السالفة ، وبدل أن يبحث السيد الداودي عن مخرج حقيقي لهته الأزمة وحلا مناسبا وفعالا لهذه المعضلة وبدل تطبيق سياسة واضحة تتماشى مع واقع التعليم المغربي ، يتملص السيد الوزير من مسؤوليته ويطل علينا بين الفينة والأخرى بتصريحات وقررات لاهي بإصلاحية ولا هي بترقيعية ، بل هي مجرد ردود أفعال ، لاتدل إلا حقد السيد الوزير على حقل الجامعة وأبناء الشعب ، فبعدما باء الاصلاح الجامعي بالفشل وهذا بشهادة الجميع ، أصبح الشغل الشاغل هو تطبيق مذكرات تحاول سد الخناق ، على الجامعة المغربية ، من خلال تطبيق المذكرات منها الثلاثية والرباعية والتي من شأنها السماح بإقتحام الجامعة وانتهاك حرمة الطالب داخل فضاء العلم والمعرفة بالإضافة الى فرض رسوم التسجيل وغيرها من المحاولات التي لا تدل إلا على الرغبة الكامنة في القضاء على الجامعة المغربية ،خصوصا بعد التجريح الأخير للسيد الوزير تجاه خريجي كلية الآداب بهدف تدجين الفكر الطلابي وتحويله إلى مجرد آلات لا أقل ولا أكثر ، لكن هذه الهجمة التي تشنها حكومة العدالة والتنمية ماهية إلا اكتمال لمسلسل ابتدأت حلقاته الأولى خلال السبعينيات من القرن الماضي مع قرار إغلاق أقسام الفلسفة وعلم الاجتماع بالوحدة العلمية الحديثة النشأة بالرباط ، وهذا لايمكن ان يفسر إلا وفق اعتبارات موضوعية تجد تفسيرها في الطبيعة المزعجة لهذه التخصصات ، التي عرفت بالتنويرية لكونها كانت تؤهل سنويا جملة من الباحثين والعلماء الذين يمتلكون من المعرفة ما لم يمتلكه السيد الوزير الموقر، فإغلاق هذه الوحدة العلمية لم يكن من باب الصدفة بل هي مخططات تصوفية تهدف للقضاء على كل التخصصات التي تمنح الطالب الحس التحليلي والنقدي ،ولكون التخصصات الأدبية ضلت على الدوام منبع للمحللين والمثقفين والنقاد فإنه لا محالة سيكون هذا هو رد السيد لحسن الداودي، محاولة منه الى مكننة العقول واخراجها للعمل في شركات مقابل مبالغ لا توفي بمتطلبات العيش الكريم ، وبالتالي يكون وزير التعليم العالي قد وجد مخرجا لمشكلة البطالة على حساب أجيال من المغاربة .

ان فشل المنظومة التعليمية بالمغرب لهو دليل على عجزكم في تقديم أي إصلاحات لمجال التعليم وإنقاذه بعد تطبيق جملة من المخططات الدخيلة والتي لم تأبى واحدة منها بالنجاح ، وذلك لإقحام هذا القطاع ضمن حساباتكم السياسوية الضيقة ، ففشلكم الدريع سيدي الوزير دفعكم الى الحقد على حقل الجامعة خصوصا على التخصصات الادبية التي استوعبت مسرحياتكم الهزلية ، وإلا بماذا تفسرون هذا التجريح في حق طلبة وخرجي كلية الآداب والعلوم الإنسانية ؟ وماذا قدمتم للجامعة المغربية غير المقاربة العسكرية والقمعية حتى تخرج إلينا بمثل هذه التصريحات التي تفتقد للأخلاقيات السياسية ؟ ألم ينتبه الفاشلون لفشلهم وأصبحوا ينتقدون ما أنتجته مخططاتهم ؟ ألستم انتم ومن سبقكم صناع هذه المنتوجات البشرية “الأدبية “؟ السنا نتاج منظومتكم التعليمية الفاشلة ؟ أليست علتنا دليل عن عجزكم ؟ لكن ماذا ننتظر من حكومة جامع الفنا غير التهريج ، فبدل أن يحاسب المسؤولون عن فشلهم ، يحاسب الضحية عن جرم لاذنب له به

فشكرا لك سيدي الوزير… مادمنا سوى عالة على المجتمع وخطرا على المغرب

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.