https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

مسؤولية الحواس !

كنال تطوان / بقلم : كريم التايدي

رؤوية تربوية … للسلوك الأقوم

ينظـّر الإسلام لمجتمع يقوم وفق نظام متناسق غاية ، ومتكامل غاية الكمال، مجتمع قائم على مراقبة النفس ومحاسبتها، قياما بالواجب ، وانتهاء عن الحرام.

وإذ يجعل الإسلام من الإنسان مراقبا لذاته بدافع داخلي هو إيمانه بالله تعالى وإجلاله له ، ويقينه بما يلاقيه يوم القيامة ، من حساب ، ثم ثواب أو عقاب ، يجعل منه ذلك من أجل مصلحته ومصلحة مجتمعه ، وقد علم في الأصول التي بنيت عليها شريعة الإسلام أنه أنى وجدت المصلحة فثم شرع الله ، وإن قلبت الأمر أصبت ، فأينما وجد شرع الله فثمة مصلحة للناس.

إن الله تبارك وتعالى يقول :”ولا تقف ما ليس ل كبه علم ، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا … ” الآية ، ويقول عليه السلام : ” الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني” ومعنى الكيس: الرجل الفطن اللبق ، الذي ثقف الأمور وخبرها ، ومعنى دان نفسه أي حاسبها وراقبها كما ذكر غير واحد.

ليست دلالة النصين دلالة وعظية وفقط ، بل هي رؤية في التربية ، ومنهج في السلوك ، ذلك أن الواحد منا إن هذب سلوكه وجوارحه فقد نجا ونجح ، وأعطى من نفسه القدوة والمثال. ولو فعل الآخر نفس ما يفعل ، لكان المجتمع المسلم خير مجتمع يضرب به المثل ولقاد العالم.

إن أصل الإسلام عقيدة وشريعة، وشريعته في نفسها عقيدة ، بوجه من الوجوه . أوليس النبي صلى الله جعل من اللقمة يضعها الرجل في في زوجه صدقة ؟، فأصبحت العادات إيمانا وعقائد ، وعبادة وتقربا ، فسبحان من شملت رحمته العالمين.

إن مراقبة النفس وتربيتها وتزكيتها هي السبيل الأوحد ، والطريق الناجح في سبيل تحقيق الأمن والسلام ، والسلامة والإسلام ، في مجتمع ينعم بصفاء الإيمان.

لذلك لم يحتج النبي عليه الصلاة والسلام لتربية أصحابه وجعلهم أئمة بهم يقتدى ، وعلى سننهم يهتدى ، لم يحتج إلى مدارس أو كليات ، بل احتاج إلى تثبيت عقيدة راسخة وإيمان عميق ، من داخل الأنفس ، وناشئ عن القلوب.

إننا في ظل الإسلام نملك ما لو أحسنا التصرف فيه ، وتطبيقه على أحسن وجه لاستطعنا به سيادة العالم ، إلا أننا بمجرد إلقاء نظرة بسيطة على واقع العالم اليوم نجد الأمر على ما ينبغي أن يكون عليه
ما السبب ؟ إننا كلنا نشكوا الأزمة ونعيشها ، كلنا نتحدث عن مجد الإسلام وعزته في تاريخه المجيد ، والقليل منا من يبحث عن قواعده وعقائده ، والقليل من هؤلاء من يحاول صادقا تطبيقها ، وتطبيقها بصورتها الأصيلة.

إننا وللأسف اليوم ننحوا نحو افتقاد الذات ، أمام ثورة علمية كاسحة ، وإعلام غربي مضلل، دون أن ننظر لأنفسنا ، ونعيد تساؤلنا عن مساهماتنا
الحل إذن ؛ أن يرجع كل فرد إلى نفسه ، وما ينوظ بكاهله تجاه مجتمعه ودينه من واجبات وأن يحاول القيام بها مخلصا
أن يتخلص من تبعات الماضي ، وأن ينطلق حرا عاملا ، فكل مسألة لا ينتج عنها عمل فوضعها في العلم عارية ، أو خطأ مضلل

علينا أن نراقب كل أعمالنا وسلوكاتنا لنكون ناجحين ، ولنعطي الصورة المثلى لغيرنا ، فلا مناط من التعايش ، ولا محيد عن التوافق ، ولا بد من التوافق دون مسخ للهوية ، أو تراجع عن كليات هذه الهوية وما تقوم به.

توقيع : كريم التايدي
طالب باحث

3 رأي حول “مسؤولية الحواس !”

  1. لم تفدنييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.