https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

رفقا بلغتنا العربية يا نواب الأمة…!!!‎

كنال تطوان /  بقلم : د. يوسف الحزيمري

ورد ضمن الميثاق الوطني للتربية والتكوين في قسم المبادئ الأساسية  أن من مرتكزاته الثابتة

التحام النظام التربوي للمملكة المغربية بكيانه العريق القائم على ثوابت ومقدسات يجليها الإيمان بالله وحب الوطن والتمسك بالملكية الدستورية ؛ عليها يربى المواطنون مشبعين بالرغبة في المشاركة الإيجابية في الشأن العام والخاص وهم واعون أتم الوعي بواجباتهم وحقوقهم، متمكنون من التواصل باللغة العربية، لغة البلاد الرسمية، تعبيرا وكتابة، متفتحون على اللغات الأكثر انتشارا في العالم، متشبعون بروح الحوار، وقبول الاختلاف، وتبني الممارسة الديمقراطية، في ظل دولة الحق والقانون.

فأكد هذا الثابت على ضرورة التواصل باللغة الرسمية للبلاد اللغة العربية تعبيرا وكتابة.

وورد أيضا في الكتاب الأبيض ضمن الاختيـارات والتوجهات التربويـة العامة الموجهة لمراجعة مناهج التربية والتكوين المغربية، أنها تنطلق من: المساهمة في تكوين شخصية مستقلة ومتوازنة ومتفتحة للمتعلم المغربي، تقوم على معرفة دينه وذاته، ولغته وتاريخ وطنه وتطورات مجتمعه؛.

فأكد هذا الاختيار والتوجه على أهمية اللغة في تكوين شخصية المتعلم المغربي.

وإذا عدنا إلى مشاريع الإصلاح التربوي نجد أن من بين الفاعلين فيه أعضاء كل من :

–    لجنة القطاعات الاجتماعية والشؤون الإسلامية في مجلس النواب ؛

–    لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية في مجلس المستشارين ؛

لكن المرء لا يسعه وهو يتابع جلسة الأسئلة الشفوية في برلماننا الموقر بغرفتيه إلا أن يعبر عن الحسرة على ما آلت إليه لغتنا العربية، فجل النواب والمستشارين”يتلون” بصعوبة لافتة ما كتب لهم، ونتيجة لذلك، زاغت كلمات عن أصلها، ونطقت حروف نطقا ما خطر على بال واضعها، والنتيجة تعبير مقلوب لفظا ومعنى.

ولو أن الجلسة احترمت صفتها”الشفوية”، ولم تكن مبثوثة بثا مباشرا، لكنا في غنى عن هذه الوقفة، أمّا وأنها تتحول إلى جلسة كتابية مبثوثة عبر شاشة القناة الأولى، فإنها تثير تعليقات حريٌّ بساكني الغرفتين الإصغاء إليها حتى يكونوا فعلا نواب الأمة المطوقين بأمانة الحفاظ على مقدساتها.

من تلك التعليقات ما سمعناه من البعض – تلاميذ في الغالب – وهم يصححون صنوف لحن النواب والمستشارين، وعيوب مخارج الحروف، عند طرح أسئلتهم الشفوية، فألوذ بالصمت لأن ملاحظاتهم وجيهة، وأضطر تارة أخرى للرد عبر تخريجات ملفقة، عَلِّي أحافظ على الصورة اللائقة بممثلي الأمة في عيون أبنائنا.

وللأمانة، فكثيرا ما تساءلت بمرارة عقب كل جلسة:

ما جدوى حرصنا على تعليم أبنائنا وبناتنا قواعد النحو والصرف والبلاغة…في مختلف المراحل التعليمية؟

وما جدوى ما يتلقونه من أنشطة الاكتساب والإنتاج والتطبيق؟

وما جدوى ما يبذله نساء ورجال التعليم من جهود للارتقاء بمستوى أبنائنا اللغوي، إذا كان هذا برمته سيذهب سدى في رمشة عين في غرفتين تضمّان أناسا انتخبهم الشعب لخدمة مقدساته، وفي طليعتها احترام لغته الأولى؟

ومن باب الغيرة على مؤسساتنا البرلمانية، ومن باب الرفق والرحمة بلغتنا، أرى لزاما تمتيع كل من يشكو من ساكني الغرفتين عجزا أو عسرا في لغته، بـ”دعم لغوي” يُحَسِّن منطقه، ويُقَوِّم لسانه.

كنال تطوان /  بقلم : د. يوسف الحزيمري

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.