https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

مجسّم “دار الطّير” بمدينة تطوان .. حكاية الزّمان وأسطورة الإنسان

كنال تطوان / هسبريس – عبد الجواد الخنيفي

المدن وإن تغيرت ملامحها وتباينت طرق وأنماط عيشها تظل تحمل في طيّاتها رائحة الماضي والعديد من الكنوز التاريخية والإنسانية الرّحبة، تلوّن الوجوه بذاكرة مُفعمة بروح الزّمان، وتفصح عن أسرارها للسائل إن سأل..

ومدينة تطوان واحدة من المدن المغربية بالشمال التي تتوفر على إرث غنيّ ورصيد تاريخي وثقافي وجمالي خصب. كما أنّها دائمة الانحياز للخيال المُبدع، إذ غالبا ما كان يستوقفني أنا المّار ببداية شارع محمد الخامس (بمحاذاة ساحة الجلاء) ذلك المجسّم البرونزي للنّسر أو طائر الفينيق، الذي يعلوه شاب في أقصى شرفة بعمارة تحمل سمات المعمار الإسباني. وهو المجسّم المعروف بين أهل تطوان بـ”دار الطّير”.

وفي لقاء بالفنان التشكيلي وأستاذ تاريخ الفن بوزيد بوعبيد، ذكر بأن تمثال الطائر والشاب تم وضعه في عهد الحماية، بعد أن تم تشييد تلك البناية سنة 1944 من قبل المهندس المعماري الإسباني فيرناندو كانوفاس كاسطيو، وبعد أن تكلفت ببنائها شركة التأمينات الاتحاد والفينيق الإسبانية، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1879، والتي تتوفر على عدد من الفروع بإسبانيا توجد في أعلاها التمثال نفسه.

يضيف بوزيد بوعبيد قائلا: “بطبيعة الحال كان قد تمّ من قَبل في سنة 1911 الإخراج النهائي لشعار الشركة المُتشكّل من طائر النّسر والشاب كانيميد من طرف النحّات الفرنسي شارل روني دوسان مارصو، حيث استُنسخت عنه جميع التماثيل الموضوعة ببنايات فروع الشركة الموجودة بمختلف المدن الإسبانية ومدينة تطوان التي كانت عاصمة للحماية الإسبانية. والشاب يرمز إلى شخصية ميثولوجية يونانية. وحسب ما تحكي عنه الأساطير، فقد كان جميلا وأنيقاً، مما أثار انتباه زيوس، كبير آلهة اليونان، فبعث نسراً لاختطافه من أجل تكليفه بمهمة الساقي لآلهة اليونان الذين كانوا يقطنون جبل الأولمب”.

ويستطرد أستاذ تاريخ الفن قائلا إن الشاب، الذي يعلو النسر أو طائر الفينيق، يرمز إلى المستقبل الزاهر، وإلى الإيجابيات التي يقدّمها التأمين للإنسانية، فضلا عن أن الطائر والشاب يحاكيان طريقة الفن في جانب الكلاسيكية الجديدة، التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر، والمتأثرة بالميثولوجيا اليونانية.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.