https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

احتفالية شعرية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان

 كنال تطوان / الكاتبة : الزهرة حمودان

الهجـــــــــرة ضيفة على ” تغريدات روحية و جمالية”

نظمت فرقة البحث في الإبداع النسائي، وفرقة البحث الأدبي و السيميائي، وملتقى الدراسات المغربية الأندلسية، يومه الأربعاء 30 مارس 2016، احتفالية شعرية ، احتضنتها قاعة الندوات، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان .

و كما هو واضح ، في ملصق التظاهرة، فالفضاء الذي كان سيستضيف ، المحتفين بالشعر، هو قاعة “العميد محمد الكتاني”. غير أني وجدت نفسي بالقاعة ، و الحدث يتعلق بالندوة الدولية الاسبانية المغربية، و شعارها ” مشكلة الهجرة في السياق الدولي”.

في البداية، بدا لي الأمر مشابها لعنوان كتاب الإعلامي والسينمائي،  إيريك دورتشميد “دور الصدفة و الغباء في تغيير مجرى التاريخ”. إذ وجدت نفسي ، في فضاء معرفي/ثقافي مختلف تمام الاختلاف، للمناسبة التي كنت مدعوة لها. شدني الموضوع. المنصة أمامي يؤثثها من اسبانيا : ماريا انطونيا، ومانويل تشافيس. و من المغرب رئيس جامعة عبد المالك السعدي السيد حذيفة أمزيان ، مسير الجلسة ، والوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج السيد عبد اللطيف معزوز. أعجبت بكم المعلومات حول موضوع ” الهجرة”، التي يمتلكها الوزير المغربي، و كذا نظرته الموضوعية لإشكالية ” الهجرة”. وكان مما جاء في كلمته:” الحدث كبير و كبير جدا، ألا وهو موضوع الهجرة. مداخلتي ستكون مختلفة عن مداخلة زميلي تشافز، الذي كان يتكلم بلسان الرجل السياسي، و قد شارك، و حاضر في عدة لقاءات بهذا الخصوص.أما أنا فسأكون محددا،لأنني أنتمي إلى فريق التقنوقراط. و السؤال الذي يشغلني هو : هل نحن أمام تهديد أم أننا أمام فرصة؟ أنا أقدر أننا أمام فرصة. يجب أن نستعمل المنطق في مواجهتها، قبل أن نسقط في مشاكل عديدة. هناك رعب و ذعر في الوسط الدولي …أمس زرت مدينة سبتة لاطلع على الوضع عن قرب. فوجدت أن الحقيقة تكاد تكون مرعبة. جندت لها مختلف الوسائل البشرية و الالكترونية. بينما المقاربة  الجديدة، التي يتطلبها الوضع الحالي للاشكالية، الذي بدأ سنة 2013،تتطلب أن نعي أن هناك ما يقارب المليار من مهاجرين متحركين، يوجدون خارج أوطانهم..أي 3%، من سكان العالم”

عز علي مغادرة القاعة. غير أن غواية الشعر و تغريداته لا تقاوم. فخرجت مهرولة ، حيث حط الشعراء رحالهم.

أتتبع صدى ربة الشعر..حيث يضع الإلهام سره البهي..و يعانق الوجود اكتماله.هناك كانت نجوم المعاني تلمع من قريب، و الكلمات الناعمة، تحتضنها.

بقاعة الندوات ،كانت تويجات أزهار القرائح ، تهتز جدلى ،في رياض الشعر.كلمات التقديم، لكل من الدكتور عبد الرحمن بودرع ، و الدكتور عبد العزيز الحلوي، بعد آيات من الذكر الحكيم، مثلت مواضيع الجلسة الافتتاحية.تحت تأثيرها انطلق فراش القصيد، في روابي الذات  القلقة والمتفاعلة. و من بين الحرائق المتعددة، التي يشهدها، غردت قصائد، تجاوبا و تفاعلا مع أوجاع الإنسان في عصرنا…إذ اكتشفت أن صدفة دخولي قاعة ندوة ” الهجرة” ، لم تكن مقترنة بغباء، كما أتى بكتاب إيريك دورتشميد،ـ الذي سبقت الإشارة إليه ـ  بقدر ما يعني أن الأوجاع تعددت ، بينما موضوع الهجرة، موجود بالقوة و بالفعل، و أن هناك عالم يتحرك، و مد بشري يزحف. وهذا له تداعياته المتشعبة.

حضر وجع هجرة الشعب السوري بشدة ، في قصائد الشعراء المشاركين. ونزل التوقيت ـ بثقل تاريخ اليوم ـ يحاصرهم بالوجع الفلسطيني، إذ تزامنت الاحتفالية مع ” يوم الارض”، فتفاعلوا بأشعارهم معه، وكذلك مع المسجد الاقصى الجريح.

و تتعدد عناقيد الشعر، باستدعاء موضوعة الأم، زمردة، اخضرت لها ـ في القاعة ـ مروج الشعر، وأينع لها إيقاع الكلام المعانق للقيم، فانتشت معها القوافي.

شملت احتفالية الشعر هذه ثلاثة فقرات، كان شدو شعرائها مزامير للحرية. أغنيات للروح الإنسانية المثقلة بالوجع. قبلة تعيد الحياة للكلمة. شدت فيها القوارير على دوحة الشعر، عندلة الشعر المغربي إيمان الخطابي. و شاعرة مقامات الوجد الالهي الدكتورة سعاد الناصر، و عرابة  الشعر والشعراء الدكتورة فاطمة الميموني. أما فوارس الشعر ، فقد اهتزت المنصة لوقع قصائدهم ، و هي تراوح بين الأزمنة الشعرية ، و إيقاعاتها. منهم من أتى محتضنا قصائدة ، و قد حملها هموم الذات و الإنسان، من مدن مغربية أخرى كشفشاون، في شخص الشاعر محمد بنيعقوب. و طنجة بصوت الشاعر فيصل البقالي,…بينما جاءت مساهمة الدكتور عبد اللطيف شهبون ، رجع نحيب، يبكي فقيد البحث العلمي الرصين، الراحل الدكتور عبد الله الترغي.أصوات شعرية أخرى ، صدحت أيضا، في هذا اصباح:

ـ الشاعر عبد الكريم الطبال ،المتوج هذه السنة،  وفي عدة مناسبات أخرى داخل المغرب و خارجه

ـ الشاعر محمد الشيخي، المكرم في عدة منتديات ثقافية

ـ الشاعر العياشي أبو الشتا ، شاعر المعرفة، و الوعي الشقي

ـ الشاعر عز الدين الشنتوف ، شاعر التجريب و الخلفية النقدية الواخزة

ـ الشاعر مزوار الادريسي، شاعر الشفافية الصوفية

ـ الشاعرمحمد الحافظ الروسي، شاعر الرثاء بتفوق جلي.

ـ الشاعر أحمد هاشم، شاعر الالتزام بقضايا الانسان الكوني

ـ الشاعرة الواعدة خلود بناصر

ـ الشاعر عبد السلام ناس عبد الكريم، شاعر القوافي المحملة بالمعاني

ـ الشاعر مصطفى المسعودي ، الشاعر المشاغب، القادم هو الآخر من مدينة طنجة

ـ الشاعر محمد البالي، مريد الشعر، و ناسكه الخاشع

تسيير الفقرات، كان بصوت الانثى العبق بالمعرفة، و القدرة على الصياغة  الشعرية لخطابهن.نسقت فقرات الجلسة الأولى الاستاذة فريدة بنعزوز، بينما الجسلة الثانية كانت من تسيير الدكتورة جميلة رزقي. أما الفقرة الثالثة و الأخيرة ، فقد نضدت فعاليتها الدكتورة أسماء الريسوني.

ترونق الشعر في رحاب القاعة الغاصة بعشاقه شيبا و شبابا. طلبة و مبدعين. رافقته أوتار غيتار حالم.وفسيحات بين فراديس الشعر و هو ُيروى بين شدو و لحن ، في إبداع راق للفنانة سلوى الشودري.

دون أن ننسى كلمة الختام الحالمة، و المبشرة بأن المجد للمعرفة/للثقاف/للشعر، ألقاها باسم اللجنة المنظمة الشاب بدر الدين المرابط.

و مما تجدر الإشارة إليه،أن هذه المبادرة، التي أصبحت مناسبة سنوية للاحتفال باليوم العالمي للشعر، هي تجل للإشعاع الثقافي للجامعة..إلى جانب عدة مبادرات أخرى لهدا الصرح العلمي/الثقافي، مثل ” تجارب إبداعية”.

 كنال تطوان / الكاتبة : الزهرة حمودان

 

رأي واحد حول “احتفالية شعرية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان”

  1. هذا الحفل لم يستدعى إليه ولو واحد من مرتيل أليس في المدينة شعراء لا يحبون الظهور ؟ أم ان كلية الأداب والعلوم الإنسانية بمرتيل لا تعترف بعطائهم ؟

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.