https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

حزب “بوديموس” في مرتيل .. !

كنال تطوان / كتب: يوسف بلحسن

Podemos  …ولكن، اذا كسرنا حاجز الوصاية…

نظم نادي مرتيل للإعلام والتواصل، الأسبوع الماضي، لقاء سياسيا نوعيا، وجوه من اليسار المغربي ،في مقدمتهم الدكتورة نبيلة منيب رئيسة الحزب الاشتراكي الموحد والحقوقي والإعلامي المغربي المهاجر ببلجيكا سعيد العمراني، و”ديفيد بريخيل “ممثل الظاهرة السياسية الإسبانية حزب “بوديموس”  القابض اليوم على معادلة تشكيل الحكومة الإسبانية بعدما احتل الرتبة الثالثة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة )والفارض لتوجهات اليسار المتجذر على الفاعلين في دولة لم يكن فيها” لليسار القوي” ومند الانتقال الديموقراطي سوى تواجد نوعي لا كمي… طبعا لا نقصد الاتحاد الاشتراكي  وتجاربه المتعددة في الحكومة الاسبانية.(  اجتمع هذا CREMEاليساري بمكتبة أبي الحسن الشاذلي بمرتيل  لتدارس “الجهوية والرهانات السياسية”

بعيدا عن قراءة ما دار في اللقاء من نقاشات حادة ومداخلات قوية لعدد من الطلبة والمتدخلين من اليسار المتجذر وانتقادهم في لحظات للأستاذة منيب لعدم تأكيدها على “حق تقرير المصير” كما هو في أدبيات اليسار… استطاع هذا اللقاء أن يقدم صورة جميلة لمجتمع قادر على مناقشة ملفاته الوطنية بروح كبيرة وبحرية كاملة، وأن ينتقد حكومته وحاكميها بشدة لأنه يرى ، وهذا من حقه، أنه يتوفر على بديل أجمل مما عولجت به ملفاته ومواضيعه الشائكة وفي أولها ملف الصحراء.

اسبانياالاحكام الخاطئة

لنترك إلى فرصة أخرى هذه القضية وهذه الرؤى المختلفة …ولنعرج على تواجد ذاك الشاب المسمى دافييد بيريرخلDAVID PEREJIL  ممثل الحزب الشبابي الاسباني Podemos  “بوديموس” في هذا اللقاء السياسي اليساري  .جلسات ،خلال اللقاء وعلى هامشه بالخصوص،  أكدت لي شيئا كنت أعرفه مسبقا ومن خلال تجارب أخرى مع أطراف سياسية اسبانية ، قوامه أن البعض ببلادنا وللأسف يحمل أحكاما مسبقا أو لنقل يفرض علينا عبر  الاعلام الرسمي أو من خلال خرجات بعض المسؤولين الاعلامية ، إصدار أحكام قيمة على ” الاخر” حتى قبل مجالسته وحتى قبل مناقشته والاستماع اليه .

بحكم قربنا من الجارة اسبانيا وتتبعنا لمسارها السياسي الفتي والغني.. دائما أقول أنها الأقرب إلى تجربتنا الانتقالية ،طبعا لا نقصد أن نقلدها ولكن لا بأس من “الاستئناس “بها أكثر من تجارب الأخرين بل اننا نجد أن الكثير من التصرفات العادية واليومية لساكنة اسبانيا تتشابه معنا فتسهل التواصل المباشر والمكسر لحواجز المسؤوليات.. وهذه في عمقها نقط قوة  لصالحنا ولصالح الطرف الآخر..

حزب “بوديموس podemos “انبثق من وسط  الشعب الاسباني وخطابه الناقد لفشل السياسيين التقليديين من اليسار واليمين وصل بسرعة فائقة إلى الأغلبية من الشباب ليتربع على الصف الثالث في هرم السياسة ، والجميل أن هذا الحزب يعتمد على أطر وأساتذة شباب، وحدها النظرة إليهم بتلك الألبسة وذاك الهندام ونوعية مشط الشعر والتحرك… تعطيهم قوة كبيرة لدى عدد من الساخطين والناقمين وإذا أضفنا الى هذه “الطبخة” شيء غير قليل من المعرفة والعلم  والتواصل اليومي مع ملفات المواطنين نصل في النهاية إلى أن “اللعبة” السياسية في الجارة مقبلة على تغيير جدري ، تغيير يهم الأصدقاء هناك بالدرجة الأولى ولكن ريحه قريبة منا وحتى وإن لم يكن لها “يد طولى” في توجيه أشرعة السياسة الداخلية لبلادنا فإن لها بعض” الأصابع” في الدفع “بدفة” الميول نحو هذا الطرف  أو ذاك من ملفاتنا الوطنية  كقضية الصحراء مثلا .

مرة  قلت لمسؤول كبير في الخارجية المغربية لماذا لا تعملون على توسيع أفق التواصل مع اسبانيا بشكل أكبر  مما هو عليه فرد علي بجملة واحدة :”في الرباط يفضلون فرنسا”…وهنا مربط الفرس ،إذا كانوا “هناك” يرون في فرنسا أهمية أكبر فلا بأس ،بل هو في جزئه صحيح، ولكن ما يمنعنا كمجتمع مدني وثقافي ونخب وسياسيين من فتح أشرعتنا للجارة إسبانيا بشكل أوسع؟ وما الذي يحول بيننا وبين  عقد لقاءات وتجمعات وندوات من شاكلة ما تم بمرتيل مع مختلف التيارات السياسية والنقابية ؟لا أقصد لقاءات بروتوكولية يغلب عليها طابع المدح “والمدح المضاد” ولكن أقصد حوارات “قاسحة” ونقاشات صريحة  وعناوين مثيرة بالفعل ؟ما الذي يُخيف النظام ؟ بل ما الذي يحجم مثل هذه الخطوات ؟هل لا زالت النخب تنتظر الضوء الأخضر من مسؤول الديستي وrg حتى ننظم لقاءا ما وحتى لا تُتهم بسوء التدبير أو حتى بالتعامل والتخابر مع الأجنبي ؟

DAVID   ..بعيدا عن الانفعالية

الحقيقة أنه بقدر تحميلنا للمخزن عواقب  فشل السياسة الخارجية لبلدنا وطيلة عقود مضت ولا تزال ، علينا أن نعترف أننا نحن مقصرون ونأننا

أن بعضنا لا يزال ” الخوف ” يركبه رغم أنه قادر على تقديم البديل والمشاركة في الاقناع للطرف الاخر ،الأستاذة نبيلة منيب أعطت درسا في طريقة معالجتها لمشكلتنا مع السويد وتمكنت من التواصل مع السياسيين هناك لتقنعهم بوجهة نظرنا ولتفرض تغييرا وانتصارا نوعيا ،ولكن كم انتصار نحتاج لنطوي هذا الملف ،حتى نتوجه للبناء المكتمل لوطننا؟

DAVID PEREJIL  فاجأني أثناء اجاباته في الندوة اياها على استفسارات الحاضرين ،هو الذي لا يزال في مرحلة الشباب بدا وكأنه خبر السياسة مند عقود ، حاول “ديفيد” أن يقول لكل الذين كانوا يصرخون بأسئلتهم المستفزة  ويحاولون ان يفرضوا تصوراتهم لحلول ممكنة لمشاكلنا عبر التجريح في النظام والمخزن ككل أو حول التعلق بمبادئ مسطرة في أدبيات الفكر اليساري  دونما حاجة لتكييفها مع الواقع …أن السياسة تفرض الانصات أكثر وفهم الآخر وأن الحلول السريعة غير ممكنة ،بدا جليا ومن خلال الكلمات القليلة التي سمح بها الحيز الزمني للإجابات أن السياسي الشاب الاسباني كان أشد لباقة وتفهما للوضع ببلدنا  حتى من بعض الحاضرين وقد كان بإمكانه أن يساير طرح التصعيد الذي رفعه بعض المتدخلين وأن يبرر “لأدبيات “حزبه خاصة تلك المتعلقة بحق تقرير المصير أو أن يرد باستفزاز مماثل على الذين حاولوا أن يحرجوه بأسئلة المستعمرتين سبتة ومليلية، بدا واضحا أن شاب            ” بوديموس “يعرف أن الصراخ يكون ضد الأقوياء وأن التواصل مع الآخر يفرض التريث.

DAVID PEREJIL فاجأني كذلك عندما قال لي ونحن في الطريق وقبل بداية الندوة “يوسف أنا لن أتحدث عن ملف الصحراء ..” ..أنا لم طلب منه ذلك ولكنه عرف أن اللقاء الاول مع فاعلين سياسيين ومجتمع مدني يهم “نظرته وتصوره لمشروع الجهة  وخاصة في  التجربة الإسبانية التي تعاني اليوم من صعوبات ، ولماذا وصلت اليوم الى الباب المسدود الذي دفع بعضها للمطالبة بالانفصال” فاحترم المحور وعبر ذلك مرر خطاب سياسيا مبطنا وجميلا قوامه “لا تحكموا علينا من الكتابات ولكن تابعوا أعمالنا “… لنتذكر جميعا أن حزب الاتحاد الاشتراكي وعند توليه للحكومة الاسبانية الاولى كان يسطر في ادبياته وبرامجه السياسية الدفاع عن “حق الشعب الصحراوي “،ولكن كلنا رأينا كيف انه لم ينفد من تلك المطالب شيئا ذي قيمة ) لا نتحدث عما فعله  المجتمع المدني الاسباني اليساري  مساندة لأطروحة الانفصال فداك ملف أخر نعالجه في موضوع لاحق  ( .

الأكيد أن لقاء واحد مع تيارات سياسية اوربية لها نظرات مختلفة حتى لا نقول متصادمة معنا … لا يمكنه بحال أن يضمن لنا انتصارا لقضايانا وأكيد أننا ومن خلال لقاءاتنا وانفتاحاتنا لن ننتصر دائما ولكننا اذا تمكنا من كسر حاجز الخوف والوصاية فسنقدر على الدفع بسرعة أكبر نحو تغيير جميل لأسس اللعبة عندنا ،ففي آخر المطاف لسنا جميعا كمغاربة أقل معرفة  ودراية من الأصدقاء الأوربيين ولا من المخزن. واذا كان الذي يجمعنا هو الوطن فلنا حقنا في الدفاع عنه بطرقنا.

رأيان حول “حزب “بوديموس” في مرتيل .. !”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.