https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

إِليكَ.. يا “بان كي مون”

كنال تطوان / بقلم : سناء بوكريع

برأيي أن المغرب يُقدم اليوم رسالة قوية إلى “السيد بان كي مون” الذي لم نسمع له يوماً كلمة حق واحدة “بعيداً عن البهرجة الإعلامية”، أو حتى سمعنا عن اتخاذه لموقف صارم فعلي وقوي (حفظا لماء وجهه على الأقل) بخصوص كل ما يحدث في هذا العالم من مجازر وكوارث.

وكأن السيد الهُمام “تكبد عناء تحمل مسؤوليات هذا المنصب “باكياً وشاكياً” فحسب” لكي يُغرقنا هماًّ ويطرب مسامعنا جملاً باهتةً عن التنديد والقلق والتوتر …

بلدي اليوم يقدم رسالة إلى هذا “الشخص” وإلى العالم بأسره… مفادها أن :” المغاربة هم مواطنون طيبون وكرماء بعادتهم، مساندون لمن احتاج المساعدة والمؤازرة… بلا أدنى شك… ليس تفاخراً منهم بذلك ولكن” لأن تلك الخصال هي قطعاً من شيمهم وذاك هو أصلهم الذي نشأوا عليه”.. مُجاملون وقت الأفراح والمسرات بالتأكيد.. ومتضامنون وقت الشدة بكل وضوح.. لهم من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية كغيرهم من الشعوب مالهم منها من نصيب..

أما بالنسبة للسياسة المغربية “الحكيمة” كما تنعتها بعض الدول الأجنبية والعربية أو “المسالمة” كما أُسميها أنا؛ فنادراً فعلاً ماتسمع أو تصادف يوماً ما خبراً عن تجريح أحد مسؤولينا لمسؤول في إحدى دول العالم، أو حتى الإقدام على التدخل في سياسات الغير عن دون وجه حق “الا من انطبقت عليه سياسة البادي أظلم”… وبمعنى أوضح وأصح: فنحن شعب لا يُحب إقحام نفسه في مشاكل مع أحد؛ ونحترم الجميع.. لسنا ملائكة “بالتأكيد” ولكننا “مسالمون بطبعنا”…

لكن الجانب الثاني أو الوجه الآخر الذي لاتعلمه يا “بان كي مون” أو ربما أغفلوك عنه بعض أتباعك حين تحفيزهم لك لإلقاء تصريحك “الأحمق”.. هو أن الصحراء مغربية غصباً عن أنفك وأنف من خط لك سطور ذاك التصريح.. وأنا حقاً أيقنت تمام اليقين أن من ولّوك يوما ما أميناً عاماً للأمم المتحدة أخفقوا قطعاً حين غفلوا عن مدى ضعفك في مادة التاريخ… لأنه من الواضح أنك لطالما عانيت من ضعف شديد في هذه المادة بالتحديد .. فأن يصل بك الوضع إلى خلط الأمور وألا تكون متيقناً وواثقاً تمام اليقين كأي إنسان “طبيعي ومؤهل عقلياً وعلمياً” من أن “الصحراء المغربية هي مغربية حرة منذ أن خلق الله هذه الكرة الأرضية” كما ثقتك التامة بكونك كوري جنوبي. فهذا ينم “عفواً” عن جهل بليغ.. فراجع دروسك ياسيدي التي يُفترض أن تكون على دراية كاملة بها … وتأكد من أنه لا عيب ولاحرج في ذلك حتى وإن شاب الرأس بعد الكبر”.

أما الشيء الإضافي الذي تغفل عنه أنت “عينك” هو أن كل جنين مغربي لايزال حتى “نطفة في أحشاء أمه” وقبل أن تتسنى له حتى فرصة رؤية نور هذه الدنيا … فهو مؤمن بهوية صحرائه المغربية وترابها ودمه مُطعم بها روحاً وقلباً وقالباً.. وتأكد سيدي الكريم أن هذا الطفل ذاته وبعد وهلة من الزمن.. تكون أنيابه الصغيرة و”الحادة” مستعدة وجاهزة قطعاً وبدون كلل أو ملل من أجل التصدي ومواجهة كل من سولت له نفسه يوما المس ليس بشبر واحد فحسب بل ب

0.00000000001% من صحرائه ووحدته الترابية بكل ما أوتي به من قوة وقدرة… هو وأنا وكل مغربية ومغربي حر…

فحذار من التلاعب بقطعة من دم وقلب وروح المغربي أو المغربية من أجل مصالح شخصية.. “فالدين والأرض والشرف والولد” بالنسبة للمغربي هي أشياء محرمة وممنوع منعاً باتاً الاقتراب منها أو حتى التلميح عنها بمزحة حتى في سياق الحديث..أما إيذاؤها قولاً ف”شاهد الصور وراقب بتمعن نساء ورجال المغرب؛ شباباً وصغاراً وكباراً؛ وحتى ذوو الاحتياجات الخاصة لم تمنعهم إصابتهم أو عجزهم من التنديد والتوعد والوعيد …كل هؤلاء وضعوا جنباً كل عتاباتهم على الحكومة وتناسوا كل ما يغضبهم منها.. فوقف الوزير في نفس الساحة جنباً إلى جنب مع البرلماني الذي لطالما تشاجر معه وتشاطر “أستاذ الغد” والطبيب وعامل النظافة لافتات منددة بتصريحك “الأبله”… اتحدت نساء المغرب من الطبقة البورجوازية مع أمهاتنا وأخواتنا من الطبقتين المتوسطة والكادحة …أما الأطفال “زهور المغرب” فقد صرخوا من أعماقهم مننددين ب”ما تخرفت به”.. وهم نفس الأطفال الذين حدثتك عنهم سابقاً إن تذكرت…

حمل الجميع علم المغرب وتجاوز الجميع آلامه النفسية والجسدية في هذه المسيرة التاريخية من 13 مارس … خرجوا واتحدوا من أجل “المغرب” الذي لم يبخل تُرابه عنهم يوماً بخير من خيراته رغم كل الظروف… خرجوا واتحدوا “لأنهم مغاربة”… فما بالك بمن سيفكر يوماً في مسها ياعزيزي؟

“الخبار في راسك”…

#حذار #الصحراء_المغربية

رأيان حول “إِليكَ.. يا “بان كي مون””

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.