كنال تطوان / اليوم – أمال أبو العلاء
عادت قضية القاصرين المغاربة غير المصحوبين في مدينة سبتة المحتلة إلى الواجهة من جديد، خصوصا بعد اعتقال، يوم السبت الماضي، داعشي سبتاوي يشتبه في استقطابه وتجنيده قاصرين لإرسالهم من المدينة المحتلة إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام.
وكشفت أرقام قدمتها وكالة الأنباء الأوربية “أوربا بريس” نقلا عن السلطات المحلية في المدينة ذاتها أن 94 في المائة تقريبا من القاصرين غير المصحوبين في مختلف مراكز إيواء القصر في سبتة المحتلة يتحدرون من المغرب.
وفي هذا الصدد، أشارت المصادر ذاتها إلى أنه من بين 200 قاصر تقريبا في مختلف مراكز الإيواء في سبتة المحتلة 175 مغاربة، مضيفة أن مركز “إسبيرانثا” يأوي حوالي 165 قاصرا، 154 منهم مغاربة، وثلاثة من مالي، وخمسة من غينيا، وواحد من الكاميرون، واثنان آخران من الكونغو وسوريا. في حين يحتضن مركز “ميديتيرانيو” 11 قاصرا مغربيا، وواحدا من ساحل العاج، كما يتوزع 11 قاصرا مغربيا آخرا في مختلف المراكز الأخرى في المدينة، علاوة على العشرات الذين يرفضون ولوج مراكز الإيواء ويفضلون الشارع.
من جهة أخرى، تحدثت مصادر إسبانية عن المستقبل الغامض الذي ينتظر هؤلاء القاصرين بعد بلوغهم سن الرشد (18 سنة)، إذ يتم طردهم، مما يجعلهم عرضة للارتماء في أحضان المتشددين والمتطرفين، وفي أقل الأحوال الانجرار إلى عالم الانحراف والجريمة. في هذا الصدد، كشفت صحيفة “الباييس” الإسبانية نقلا عن مصادرها الأمنية الخاصة في تحقيق ميداني في المدينة عن الأطفال القاصرين السبتاويين أو القادمين من المغرب الذين يرون في التشدد والتطرف نوعا من يسمونه الالتزام والعودة إلى الرشد أن “الضعف وغياب الهوية والمرجع، يقوي لديهم الحاجة إلى الانتماء إلى جماعة معينة، مما يجعلهم هدفا سهلا لشبكات الاستقطاب والتجنيد التي تنشط في الشمال المغربي”.
في السياق نفسه، أوضحت مصادر أمنية أن بحث الكثير من هؤلاء الشبان عن “القيادة والتميز جراء الحرمان، ورفضهم من قبل ذويهم، والآخرين، يدفعهم إلى التعجيل بتحقيق ذلك من خلال الارتماء في أحضان الجماعات المتطرفة أو الإرهابية، التي تتوعدهم بأشياء لم يكونوا يحلموا بها من قبل.
وأشارت مربية اجتماعية، اشتغلت في مراكز إيواء القصر غير المصحوبين بسبتة لـ”البايس”، فضلت عدم ذكر اسمها أن هؤلاء الشباب المسلمين عندما يتجاوز عمرهم 20 و25 سنة يدخلون في أزمة، إذ إن أغلبيتهم تضررت من الشارع، وشرب الخمر، والتدخين، واستهلاك المخدرات، ومرت من الإصلاحية، ومارست الجنس، وبعض هؤلاء الأطفال دخلوا السجن، وعاشوا أوقاتا صعبة – الكثيرون منهم كانوا قاصرين غير مصحوبين- ليجدوا أنفسهم، فجأة، يعيشون حياة التيه، مما يجعلهم يغيرون حياتهم رأسا على عقب نحو التشدد والراديكالية.