https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

هذا ما كتبته جريدة “القدس العربي” عن تطوان

كنال تطوان / متابعة 

جددت قاعة “مسرح إسبانيول” في مدينة تطوان صلتها بأبي الفنون لمدة أسبوع، حيث احتضنت عروضَ مهرجان المسرح المغربي خلال الفترة الممتدة من 27 أكتوبر إلى 3 نونبر.

وتنوعت العروض في أساليبها ومضامينها، ما بين استلهام تجارب من المسرح العالمي ومعانقة التجريب، وتقديم فرجات مستلهمة من الإرث الفني والثقافي المحلي ومتفاعلة في الوقت نفسه مع رهانات المسرح الجديدة ومع أسئلة الواقع المغربي.

وتجرّ قاعة “مسرح إسبانيول” وراءها تاريخا من الأمجاد المسرحية، التي انطلقت مع تأسيس تلك القاعة من طرف المعمّرين الإسبانيين خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين، وتواصلت مع الأعمال المسرحية التي كان الفنانون المغاربة يقدمونها خلال فترة الاستعمار الإسباني لشمال المغرب.

يقول أبناء مدينة تطوان إن تلك القاعة بمعية سينما “أبيندا” هما القاعتان الوحيدتان اللتان بقيتا لحد الآن، من ضمن القاعات المسرحية والسينمائية التي كانت موجودة في تلك المدينة خلال أكثر من قرن: بدءا من مسرح “إيزابيل” الذي بُني سنة 1860، واستمرارا مع مسرح “فيكتوريا” أو “المسرح الوطني” و”مسرح باهية” ومسرح “إيديال”، بالإضافة إلى القاعات السينمائية التي كانت موجودة من قبل: “أبيندا”، “مونيمنطال”، “فيكتوريا”، “ميسيون”، “المنصور”.

واعتُـبرت تطوان على امتداد عدة عقود مدينة الفنون والثقافات بامتياز، لاحتضانها مدرسة الفنون الجميلة ومركز الفن الحديث ودار الصنائع الخاصة بالحرف التقليدية وعددا من المكتبات العريقة؛ علاوة على كون اسم تلك المدينة ارتبط بالعديد من الأسماء الثقافية الوازنة في الثقافة والفكر والإبداع والنقد والتاريخ وغيرها من المجالات المعرفية.

يُطلق على تطوان لقب “الحمامة البيضاء”، دلالة على السلم والوداعة والألفة والسكينة والطمأنينة، وهي صفات تميّـز هذه المدينة الواقعة في الشمال الغربي للمغرب بين جبلين كبيرين: “درسة” و”غرغيز”، وهي لا تبعد عن طنجة سوى بحوالي 65 كيلومتراً، كما لا تفصلها عن مدينة سبتة المحتلة من طرف الإسبان سوى مسافة 45 كيلومتراً.

وتجمع هذه المدينة بين عبق التاريخ والعمق الحضاري والإشعاع الثقافي المتواصل. وإذا كان تاريخ هذه المدينة يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، حيث كانت تحمل اسم “تمودا”، فقد قامت على أنقاضها المدينة الحالية خلال القرن الرابع عشر الميلادي، وصارت تحمل اسم “تطوان”، مستقبلةً أعداداً كبيرة من “الموريسكيين” بعد طرد المسلمين من الأندلس.

ومن ثم، حملت هذه المدينة بصمات أندلسية في المعمار والثقافة واللباس والطبخ والعادات الاجتماعية وغيرها. كما ترك الاستعمار الإسباني (1912 ـ 1956) آثاره البارزة في عمران المدينة الحالي وفي أنماطها الثقافية المختلفة.

وتتوفر ضواحي هذه المدينة على العديد من المؤهلات الطبيعية، ومن بينها “عين بوعنان” التي يقول الأهالي إن مَـن لم يرتو من مائها فكأنه لم يزر تطوان.

وعلى بعد بضعة كيلومترات توجد على ضفاف البحر الأبيض المتوسط شواطئ خلابة تعدّ قبلة للمصطافين من داخل المغرب وخارجه خلال فترة الصيف.

غير أن تطوان والمدن المجاورة لها تشهد حركة نشيطة على امتداد العام بكامله وليس في موسم الاصطياف فحسب، ومرّد تلك الحركة إلى تجارة السلع المختلفة القادمة من الجارة الإسبانية، والتي تستهوي سكان باقي مدن المغرب، فلا غرابة إن لوحظ أن تلك المنتجات الإسبانية (من ملابس وأثواب وأغطية ومواد غذائية معلبة وأدوات الطبخ والتجميل وأكسسوارات السيارات وغيرها…) تملأ عددا من الأسواق والمحلات التجارية في تطوان ومارتيل والمضيق والفنيدق.

عن “القدس العربي”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.