كنال تطوان / هبةبريس – عبدالحي بلكاوي
قرار غير متوقع تماما، وبالتأكيد سوف يعيد رسم خارطة سياسية جديدة بالمغرب، سنستقبل بها الانتخابات التشريعية القادمة التي باتت على مرمى حجر.
مناسبة الحديث هو ما تم الإعلان عنه ليلا من طرف اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، التي قضت ليلة بيضاء بالعاصمة العلمية فاس، في ضيافة الأمين العلم لحزب علال الفاسي حميد شباط، والتي أعلنت وبدون مقدمات خروج حزب الاستقلال من دائرة المعارضة، والاتجاه نحو المساندة النقدية للحكومة، مع سحب الترشيح الذي تقدم به حميد شباط لرئاسة جهة فاس مكناس، وكذا توجيه مستشاري الحزب في كل من جهة البيضاء سطات، وطنجة الحسيمة إلى التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية، جاء ذلك في بلاغ داخلي رسمي من طرف اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، موجه لمكاتبه الجهوية والمحلية المعنية بالأمر.
هي إذن ثلاث قرارات مفاجئة جداً جعلت العديد من رواد التواصل الاجتماعي يستفيقون على هول صدمة سياسية، في الوقت الذي واصل فيه العديد منهم الليل بالنهار بعد تسريب أولي للخبر في الساعات الاولى من صباح اليوم.
قرار حزب الاستقلال المفاجئ جداً بالنظر إلى طبيعة التحالفات السياسية التي كانت قائمة، ودرجة الاحتقان السياسي الذي بلغ أشده بين كل من شباط وبنكيران، جعلت العديد من المتتبعين غير مصدقين تماماً للذي يحدث، فيما اعتبره البعض مجرد مناورات سياسية تستبطن نوايا سيئة قد يقدم عليها حميد شباط، داعين الى الانتظار إلى حين التصويت على مجالس الجهات.
طرف ثان ذهب إلى أن قرار حزب الاستقلال المفاجئ جاء بعد أن وجهت له ” طعنة غادرة ” من طرف حزب الأصالة والمعاصرة، وخاصة من طرف عرابها إلياس العماري، الذي يبدو أنه أخلف وعده مع حميد شباط بدعمه في الترشح لنيل رئاسة جهة فاس مكناس، وهو ما أحس به شباط في اللحظات الأخيرة أدى به الى عقد اجتماع عاجل، فك من خلال كل ارتهان له مع حزب الأصالة والمعاصرة، وهو مايفسر بشكل قوي سحب شباط ترشحه لرئاسة جهة فاس مكناس، ودعوة مستشاريه الى التصويت لصالح العدالة والتنمية في كل من طنجة تطوان، والبيضاء سطات.
طعنة الأصالة والمعاصرة لحزب الاستقلال جعلت هذا الاخير يمعن في درجة أخذ التأثر، إذ لم يكتفي حزب الاستقلال بالذي تمت الإشارة اليه، بل تعدى ذلك الى الخروج من دائرة المعارضة، والذهاب الى صف الحكومة بمساندة نقدية، يكمل بها حزب الميزان ما تبقى من عمر حكومة بنكيران، ما يدل على عمق الطعنة التي أحس بها شباط وقوة تأثيرها جعلته يقلب الامور أعلاها على أسفلها تماماً.
القراءات الاولى للوضع لم تقف عند هذا الحد، با تعدى ذلك إلى سيناريو ثالث يعد له شباط، ويتعلق الامر بالتحضير للانتخابات التشريعية القادمة، ومحاولة هذا الاخير البحث له عن مكان داخل الأغلبية الحالية، خاصة وأن التجمع الوطني للأحرار فقد ثقة بنكيران خلال الاسبوع الماضي بعد أن فك له العديد من التحالفات التي كانت ضمن إطار التحالف الحكومي، زد على ذلك كون حزب الاستقلال فقد العديد من المدن المهمة التي كانت تحت قبضته بما في ذلك قلعة الاستقلاليين فاس، كما أن تقييم أداء حزب التقدم والاشتراكية كان إيجابيا جدا، بالنظر إلى وضعه قبل المشاركة في حكومة بنكيران، مع ما رافق ذلك من مضاعفة عدد الناخبين الذين منحوا ثقتهم لحزب العدالة والتنمية خلال انتخابات 4 شتنبر، وهو ما جعل ما تبقى من حكماء حزب الاستقلال يعيدون النظر في طبيعة توجههم السياسي، خاصة مع وضع ” البلقنة السياسية ” التي ينهجها حزب الأصالة والمعاصرة.
قادم الأيام سوف نتابع من خلالها العديد من المستجدات، ومن المؤكد أن خريطة العديد من التحالفات الخاصة بالجماعات المحلية سوف يتم إعادة رسمها عشية اليوم بعد انتخاب مجالس الجهات.
عاشة عدالة وتنمية نعم لي استقلال
A7zab mjzn hiya hadi obn kiran akbar monafi9 3la wgah ard