الخبير التاريخي بنعبود يطلق النار على جماعة تطوان

كنال تطوان / المساء – جمال وهبي 

أكاديميون يندوون منح الجماعة الحضرية لرخص بناء تجهز على واجهات المباني التاريخية

انطلقت أصوات خبراء وأكاديميون بتطوان، للتنديد بتشويه واجهات بعض عمارات “الإنسانشي”، الحي الإسباني الكولونيالي، وسط مدينة تطوان، عبر منح الجماعة الحضرية للعديد من الرخص من أجل تشييد فنادق أو عمارات أجهزت على جمالية معمار شارع “الإنسانشي” الذي يعتبر إرثا تاريخيا وحضاريا إسبانيا للحمامة البيضاء. ووجه الدكتور امحمد بنعبود الأكاديمي المتخصص في المدن العتيقة، انتقادات لاذعة للجماعة الحضرية، عبر شريط فيديو، يطالب فيه بالحفاظ على جمالية الهندسة المعمارية، بناء إلى ميثاق على غرار الميثاق المتعلق بالمدينة العتيقة الذي تم إعداده خلال الإعلان عن المشاريع الملكية في المدينة العتيقة حيث تمت الموافقة والإجماع عليه.

وأكد الدكتور بنعبود على أن الجماعة الحضرية هي من تخالف جميع القوانين التنظيمية للحفاظ على هذا التراث المعنماري والإنساني، فهي، على حد قوله، من تمنح حاليا الرخص للهدم وبناء بنايات جديدة عصرية، مع إتلاف جميع الملامح التاريخية لواجهات عمارات الإنسانشي. واستند بنعبود في تصريح صحافي له ضمن شريط الفيديو بث على موقع اليوتوب العالمي، على ما يحدث حاليا بشارع العروبة، وبشارع محمد الطريس، بالعمارة التجارية السابقة المعروفة بـ “ركس” لصاحبها السابق اليهودي المغربي خايمي، وإضافة إلى منح رخصة بناء أخرى بشارع الوحدة لتشييد فندق، وإتلاف واجهة بناية تاريخية. وقال لمؤرخ الأكاديمي امحمد بنعبود، أن “الإدارة هي التي لا تحترم هذه المباد البسيطة في حماية التراث الإنساني واحترام الشكل المعماري الأصلي للواجهة”، مؤكدا أننا أمام مسلسل” قيام إتلاف الملامح الفنية لعمارات الإنسانشي بعد منح البلدية لحوالي 5 رخص، متحسرا في نفس الوقت بأنه “سوف لن تعود للإنسانشي الحالي أي علاقة بالأصلي”.

وقدم بنعبود نداء من أجل الحفاظ على هذه الواجهات مؤكدا في شريط فيديو بالقول أنه “بطبيعة الحال هذه الرخص لا تعطي إلا مقابل الرشوة أو الفاسد الإداري الموجود في الإدارات وخصوصا مصلحة الرخص بقسم التعمير التابع للجماعة الحضرية”. وطالب بنعبود من مسؤولي الجماعة الحضرية “إصلاح إدارتها، بدل حمايتها لما وصفه بـ “المنكر”، مطالبا بـ “تصحيح هذه الأخطاء الفادحة التي تجهز على الإنسانشي”.

من جهته وصف رئيس الجماعة الحضرية، كعادته دائما، تصريحات صديقه بنعبود بكونها تضم اتهامات مجانية ومغلوطة وغير نبيلة تحمل في طياتها رسائل غير نبيلة، وهو الرد الذي أثار سخط ساكنة تطوان، التي حسب قول بعضهم للجريدة أن الواقع يكشف صدقية تصريحات بنعبود بخصوص إتلاف بعض واجهات الإنسانشي. وبرر رئيس الجماعة الحضرية محمد إدعمار منحه رخصا للبناء بأنها تمت طبق القوانين المهمول بها، وأنه تمت الموافقة عليها من طرف لجنة خاصة بالنسيج الإسباني الموريسكي، وممثل عن مفتشية المباني والمواقع التاريخية، دون أن يكشف عن مدى صلاحية قرارات هذه اللجنة التي توافق على منح رخص للبناء والهدم تجهز على أخر مكتب معماري حصاري لتطوان، كما أن الرئيس لم نفي اتهامات بنعبود لقسم التعمير بالجماعة الحضرية.

ويطالب سكان تطوان ، من والي المدينة، بالعمل على فتح تحقيقات حول ظروف ملابسات منح الرخص المذكورة حفاظا على الإرث الإنساني للمدينة، وإعادة الأمور إلى نصابها، وتحديد المسؤوليات بخصوصها. لا وسبق للدكتور بنغعبود أن طالب مرار بحماية الإنسانشي أو المدينة الإسبانية ذات الملامح المعمارية المتميزة التي بناها الإسبان في النصف الأول من القرن العشرين ما بين 1913 و 1956 ، وهي تنفرد عمرانيا ومعماريا، حيث تم الحفاظ على بناياتها عبر القرن الأخير لعدة أسباب منها أنها حي يغلي بالحيوية، فيه تجارة مزدهرة.

جمال وهبي