https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

تقديم المجموعة القصصية “يا مسافر وحدك” للروائي محمد أنقار بتطوان

كنال تطوان / متابعة: ذ. منتصر الخطيب

في جلسة حوارية كسرت روتين القراءات والعروض التي نحضرها في مثل هذه المناسبات، احتضنت مكتبة “بيت الحكمة” بتطوان يوم الجمعة الماضي 28/11/2014، حفل إصدار وتوقيع المجموعة القصصية الجديدة “يا مسافر وحدك” التي أصدرها ذ. محمد أنقار مؤخرا. حيث تم هذا اللقاء – الذي حضره عدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي بالمدينة ومحبي أعمال القاص المبدع ذ. محمد أنقار- على طريقة حوارية شيقة أجراها محاوره ذ. الحبيب الدايم ربي الروائي والناقد المعروف والذي أبان عن موهبة حوارية فريدة لسبر أغوار هذه المجموعة صحبة عزف الموسيقي مصطفى مزواق للمعزوفة الرائعة “يا مسافر وحدك” لمحمد عبد الوهاب.

فبعد تقديم كلمات الترحيب ووضع أرضية للمجموعة القصصية الجديدة “يا مسافر وحدك” بدأ ذ. الحبيب الدايم ربي حواريته بفتح آفاق الغوص في رحاب هذه المجموعة منطلقا من البحث عن سر اختيار عنوان هذه المجموعة “يا مسافر وحدك” والذي ربط الإجابة عنه ذ. محمد أنقار بالقول أنه بعد إنصاته لعزف ابنته “سعاد” التي كانت تتدرب عليها بعزفها على البيانو بينما كان هو منهمكا في كتابة نصوصه بغرفته الخاصة، سحرته الأغنية وأوحت له على التو بعنوان المجموعة. واعترف كذلك بأن هذا العنوان ظل يخالجه لمدة طويلة، يعايشه كما يعايش الشاعر قصيدته، وخلال كتابة المجموعة القصصية، يكون جدل أو تحاور ما بين النص الذي يكتبه والعنوان.

أما موضوعاتها فربطها ذ. محمد أنقار بالقول بأن “الهوى المصري” حاضر بقوة في هذه المجموعة سواء في العنوان المجموعة أو في الموضوعات، وهو الهوى الذي يعتبر صادقا ولصيقا به مذ قرر خوض مغامرة كتابة القصة والرواية، فهي تعبر عن التطلع إلى القيم المفقودة التي كانت موجودة في زمن محمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ من الموسيقيين أو نجيب محفوظ وغيره من أدباء القصة والرواية المصرية.

والمجموعة كذلك تحتوى على إشارات وعلامات قد تسعف على إيجاد أجوبة للأسئلة الصعبة أو المستحيلة من مثل هل هناك سفر؟ وهناك ترحال؟ وإلى أية وجهة؟ وما هو منطلق هذا السفر؟ وما هي غاياته؟ وكل قصة من قصص المجموعة فيها صدى من أصداء السفر، ولكنه ليس سفرا واحدا، بل أسفار متعددة، فهو سفر قد يكون سفرا شبيها برحلة ابن بطوطة، وقد يكون سفرا شبيها بسفر بطل الإلياذة هوميروس، وقد يكون سفرا طوباويا كمثل ذلك الذي صوره لنا الفلاسفة منذ القديم للبحث في المسائل الأنطولوجية التي تحير فيها الإنسان منذ وجوده. ودليل ذلك أنه لا يوجد نص من نصوص هذه المجموعة تغيب عنه فلسفة السفر، ودلالات السفر، أو إمكانات السفر إلى الماضي بشتى أنواعه.

لذلك ذكر ذ. محمد أنقار في هذه الحوارية أن مجموعته القصصية الجديدة “يا مسافر وحدك” تقتبس من الهامارتية الأرسطية، وأنها تغوص في مفهوم السفر الواسع؛ ليس السفر عبر قوارب الموت، ولا سفر الاستجمام، وإنما سفر يستقرؤه القارئ من مختلف عناوين هذه المجموعة.

ثم اضاف ذ. محمد أنقار من خلال محاوره ذ. الحبيب الدايم ربي أن ما يرنو إليه هو الكتابة بطريقة واقعية هادئة ومتأملة تطغى عليها بعض السوريالية غير الواقعية كما أكد ذلك المحاور في مداخلته، مع المحافظة على هذا التوازن الأسلوبي لدرجة أن بإمكان الأطفال قراءتها والاستمتاع بها، وتجسد ذلك في مجموعة من النصوص مثل “الفيل والنملة” و”مقبرة الأفيال” وحتى “زمن عبد الحليم”.

وكانت الفرصة سانحة في الأخير لمداخلات بعض الحاضرين لتزكية هذه الحوارية، ثم ختمت بحفل التوقيع للمجموعة القصصية “يا مسافر وحدك” للروائي المبدع ذ. محمد أنقار.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.