https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

اليوم العالمي للمرأة .. لخبار فراسكم

خالد أشيبان

يحتفل العالم يوم 8 مارس من كل سنة باليوم العالمي للمرأة، وبما أن المغرب كذلك جزء من العالم و)الله أعلم( فإنه كذلك يحتفل بيوم المرأة، ويخصص تقارير إخبارية لنساء برلمانيات ووزيرات ومستثمرات وفنانات وغيرهن من النساء الناجحات في بلدنا. وتخصص شركات الإتصالات عروضاً خاصة بالمناسبة، وتوزع شركة السكك الحديدية الورود على المسافرات، وتقام الاحتفالات بمسرح محمد الخامس لتكريم النساء.

وبينما يحتفل الجميع، تلد نساء أخريات في نفس الوقت أمام أبواب المستشفيات أو في المناطق المعزولة في ظروف لا يعلمها إلا الله، وتحمل نساء أخريات الحطب على ظهورهن لتدفئة البيوت بينما الرجال يدخنون السجائر في المقاهي ويتباهون برجولتهم، وتمشي بعد النساء كيلومترات للبحث عن الماء أو لرعي الأغنام، وتنتظر الآلاف منهن ذلك الرجل الذي سيأتي ويتزوجهن و”يسترهن” ببساطة لأن ثقافتنا لا ترى فيهن سوى خادماتٍ في بيوت أزواجهن فحسب.

والمشكل أنه قبل أن نضع مبدأ المناصفة في دستورنا، كانت حكومتنا مكونة من سبع وزيرات وأكثر ودخلت المرأة الى مراكز القرار في الداخلية والخارجية و في معظم المؤسسات. وبعد أن وضعنا مبدأ المناصفة في دستورنا، أصبحت الحكومة مكونة من وزيرة واحدة، واستثنيت المرأة من تعيينات الولاة والعمال والسفراء والقناصل والكتاب العامين ومن معظم التعيينات السامية التي قامت بها حكومة بنكيران في الشهور الماضية.

وقبل أسبوعين، أهدى السيد رئيس الحكومة نساء المغرب تصريحاً جميلاً على قناة فرنسية، عندما تحدث عن نساء المغرب بلطف ولباقة وأدب وهو يقول لمخاطبيه ” هل تريدونني أن أجر النساء من شعرهن وأضعهن في الحكومة؟”. والحقيقة أن هدايا السيد بنكيران للنساء لا تعد ولا تحصى، فقبل أشهر صرح لقناة الجزيرة القطرية وقال بأن النساء “كيتناتفو في الحمام”. وتصريحات كهذه تعطي فكرة واضحة للجميع عن المنطق الذي يتعامل به السيد رئيس الحكومة مع النساء والطريقة التي ينظر بها اليهن، مكرساً مبادئ “المرأة عورة” و “المرأة ناقصة عقل” و “المرأة تبطل الصلاة مثل الحمار والكلب”.

المرأة هي نصف المجتمع، ولن تتحقق أي تنمية دون مساهمة المرأة. والمجتمع الذي يهمش المرأة هو مجتمع معاق، والدولة التي تقبل أن يستغل الخليجيون نساءها وقاصرتها على مرأى ومسمع الجميع هي دولة مُغْتَصَبَة. وما دام نصف المجتمع يعاني في صمتٍ من التهميش والإقصاء والتعذيب الممنهج الجسدي والفكري، لن ينهض المجتمع ولن ينتج شيئاً ولن يتزن لا فكرياً ولا دينياً ولا جنسياً ولا اقتصادياً ولا سياسياً.

فالإسلام جاء ليحرر الإنسان من العبودية، وأعاد للمرأة قيمتها وكرمها وضمن حقوقها. لكن أعداء المرأة والحقوق تربصوا بها بعد وفاة رسولنا الكريم وحرفوا أقواله وقارنوها بالحمير والكلاب والسفهاء، و ارجعوها لما كانت عليه في الجاهلية.

فرفقاً بالقوارير أيها الرجال .. إيوا لخبار فراسكم دابا.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.