دراسة: أغلب القاصرات المستغلات جنسيا بالمغرب ينتمين لأسر مضطربة

كشفت الدراسة الميدانية التي أعدها منتدى الزهراء للمرأة المغربية، حول “ظاهرة الاستغلال الجنسي للقاصرات”، التي حاول المنتدى أن يلامس فيها الموضوع انطلاقا من رؤية شمولية للموضوع، بحثت في الأوساط الإجتماعية لهذه الفئة من القاصرات والأسباب التي تقف وراء وقوعهم ضحية هذه الآفة الخطيرة.

فالدراسة العلمية أشرف على إنجازها أحد مراكز البحث المختصة، حسب ما أعلنته رئيسة منتدى الزهراء، بثينة قروري، في الندوة الصحفية التي عقدت صباح اليوم بالرباط، حيث أكدت أن الدراسة حرصت على أن تكون علمية ومستحضرة للبعد النفسي والإجتماعي للقاصرات المستغلات جنسيا، ودق ناقوس الخطر لاستنفار جهد كافة المتدخلين من أجل حل المشكلة، وفق مقاربة شمولية تركز على معالجة الأسباب التي تفرز الظاهرة، دون الاقتصار على حل النتائج فقط.

وبلغة الأرقام، خلصت الدراسة إلى أن غالبية القاصرات المستغلات جنسيا، جئن من وضعيات أسرية مضطربة وغير مستقرة تتسم بغياب لأحد الأبوين، حيث بلغت نسبتهن في العينة التي همتها الدراسة 55%، بالإضافة إلى الطفلات مجهولات الهوية، أو طفلات التبني لتصل إلى ما يقارب 60%، كما أكدت الدراسة أن حوالي 20,8% من عائلات القاصرات المستغلات جنسيا  تعرف حالة سجن أحد أفرادها.

وأضافت الدراسة، أن العلاقة التي تربط الأبوين ليست جيدة بالنسبة لكثير من الفتيات القاصرات، حيث أوضحت أن  قرابة 30% يعتبرنها علاقة سيئة للغاية، و16% منهن غير راضيات عن طبيعة هذه العلاقة، أي في المجموع 46% من الفتيات لا ينظرن بعين الرضى لنوعية العلاقة التي تجمع الأب بالأم، حيث أفادت بأن معدل الشجار العائلي أمام الأبناء مرتفع عموما (بشكل دائم تصل إلى نسبة 25,5%، وفي “غالب الأحيان” 12,4% وأحيانا: 20% )، ما انعكس سلبا على صورة الأسرة بشكل عام لدى الفتاة القاصر، إذ أن 17% من الفتيات اعتبرن أن أسرهن من النوع الذي لا يقتدى به، و30% يعتبرنها من النوع اللامبالي، و14% من النوع المتشدد.

كما لفتت الدراسة إلى أن ارتفاع نسبة الأمية لدى الآباء والأمهات معا، حيث يشكل عدد الأمهات الأميات ضعف عدد الآباء (53,7% من الأمهات مقابل  %27,9 من الآباء)، الأمر الذي أثر على مدى توفير الرعاية الأسرية السليمة والملائمة لاحتياجات الأطفال، والتي من شأنها تحصينهم ضد مختلف أشكال الانحرافات، “فالمستوى الثقافي الجيد للآباء والأمهات يضمن للطفل تنشئة اجتماعية متوازنة، ويمكن الآباء من تواصل أفضل مع أبنائهم خاصة في مرحلة المراهقة”.

وخلصت الدراسة في شقها الأسري، إلى أن التدني الكبير للقيم التربوية داخل الأسرة بشكل عام، “بدءا بالإهمال واللامبالاة من جهة، سوء المعاملة والعنف والقدوة السيئة من جهة ثانية، علاوة على غياب الدفء العائلي والتواصل الإيجابي مع الأبناء،  وانعدام قيم الحوار”، يعد من الدوافع الرئيسة التي تساهم في دفع القاصرات بالبحث عن الحنان والعطف خارج الأسرة، وجعلهم فريسة سهلة لقبول الإستغلال الجنسي.

وشددت الدراسة، على مجال الاستغلال الجنسي للفتيات القاصرات، يتمركز أكثر في الشارع بنسبة تصل إلى 44,9% ، ثم مجال العمل بنسبة 20,5%، فمجال العائلة بما يقارب 15%، وأخيرا المجال المدرسي بنسبة تصل إلى 10,3%، مما قد يفسر هذا الخوف المتنامي من فضاءات الشارع عموما الذي لم يعد آمنا على الإطلاق لاسيما عندما يتعلق الأمر بالأطفال (الفتيات تحديدا).

وتجدر الإشارة، إلى أن الدراسة العلمية التي أعدها منتدى الزهراء للمرأة المغربية، وهو نسيج جمعوي يضم حوالي ثمانين جمعية بمختلف مدن المغرب، في موضوع استغلال القاصرات جنسيا، همت قاصرات من مختلف الطبقات الإجتماعية والمدن المغربية الكبرى، مراكش وأكادير وطنجة والدار البيضاء …، التي تنشط فيه شبكات الدعارة التي تغرر بالفتيات القاصرات وتستقطبهن لاحتراف الجنس، في إطار ما يعرف بجرائم الإتجار بالبشر.

 

عبد الله التجاني – موقع الإصلاح

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.