علال ليس فقط رجل “قادوس” !

علال ليس فقط رجل "قادوس" !

علال لا يوجد فقط في ذلك الرجل الذي أدى دور المجالس البلدية في إنقاذ حي بالرباط من الأمطار، وقرّر فتح بالوعات الصرف الصحي بقدراته الخاصة، بل يوجد في عشرات الرجال والنساء الذين يقومون يومياً بعمل من المفروض أن تقوم به الدولة. بينما لا يوجد علال في العشرات من المسؤولين الذين انتخبناهم وآخرين لم ننتخبهم..ممّن تكفي قطرات مطر لإزالة المكياج البليد الذي يضفونه على حياتنا.

ففي ذلك الشاب الذي يحمي بجسده امرأة تتعرّض لسرقة تحت تهديد السلاح الأبيض.. ويقرّر القيام بدور أمن غائب حتى ولو كانت النهاية هي مستشفى مستعجلات أو مخفر شرطة بشبهة الاعتداء على مواطن سارق.. ذلك الشاب الذي لم تسمح له كرامته مشاهدة مجرم يهدد امرأة.. يوجد شيء من علال.

في تلك المرأة التي تطهو الخبز وتضع فيه الزبدة والعسل.. كي تخرجه لتلاميذ صغار يعصف الجوع ببطون العشرات منهم.. تلك المرأة التي تعوّض الدولة في بناء مطاعم تسدّ رمق أبناء الفئات الفقيرة، فلا تطلب ثمناً لذلك غير ابتسامة طفل يصمّم على استكمال دراسته.. يوجد شيء من علال.

في ذلك الرجل الذي لم ينتظر وصول سيارة إسعاف لن تصل.. وقرّر أن ينقل حاملاً جاءها المخاض بسيارته إلى مستشفى يبعد بعشرات الكيلومترات.. ذلك الرجل الذي لم يعبأ بتحذيرات أهله بإمكانية وفاة المرأة في سيارته ممّا يؤدي إلى متابعته، بل اختار القيام بواجب مساعدة أم على استقبال مولود نما في أحشائها.. يوجد شيء من علال.

في تلك الأستاذة التي تدرّس جميع صفوف المرحلة الابتدائية.. وتسعى إلى حفظ أسماء جميع تلاميذها حتى ولو تجاوز عدد من يدرسون في القسم الواحد خمسين فرداً.. تلك الأستاذة التي تعاني في قرية معزولة دون أن تشارك في إضراب ما خوفاً من ضياع حق تلاميذ محرومين من حقوق أخرى.. يوجد شيء من علال.

في ذلك “لْجبار” الذي يعالج كسور الفقراء حتى ولو لم يمنحوه سوى عبارة “الله يرحم الوالدين”.. ذلك الذي ينقذ يد إنسانٍ لم تتلقفه مستشفياتنا العمومية ولم تقبل به مصحاتنا الخاصة.. ذلك الرجل الذي يصلح عظاماً مكسرة في مناطق نائية حتى الحمار يعاني من أجل وصولها.. يوجد شيء من علال.

في ذلك الرجل الذي يقّل يومياً عدداً من الطلاب في تنقله اليومي.. يحزّ في قلبه أن يبقى طالب علم ساعات طوال في انتظار وسيلة نقل تعاني من الاكتظاظ.. ذلك الرجل الذي يأبى أن يأخذ ولو درهما واحدا، ويجيب عن أن أفضل جزاء له هو أن يكمل من يقلّه دراسته ويحقق أحلامه وأحلام أسرته.. يوجد شيء من علال.

في ذلك الشاب الذي يطوف بالمنازل من أجل جمع مبلغ يعيد أمل الحياة لطفل يحتاج عملية جراحية.. ذلك الشاب الذي يطلب من الجميع نشر نداء إنساني لامرأة تبحث عن ابنها الضائع، وينظم مبادرة خيرية لشراء أكباش لمن يمتص العوز جيوبهم.. يوجد شيء من علال.

في تلك الشابة التي تخصّص جزءاً من وقتها في رعاية الأطفال المتخلى عنهم.. في تلك الأم التي تؤسس جمعية لأمهات عازبات لَفظهنّ المجتمع.. في تلك الصغيرة التي تسمح دمعة طفل يتيم، فتشاركه بهجة اقتسام ألعابها.. يوجد شيء من علال.

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.