https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

نساء تبتن متخفيات داخل عمارات سبتة المحتلة للتسوق باكرا !

كنال تطوان / عن الأحداث المغربية

صدق من قال انها “باب العجب” حينما يتحدثون عن معبر باب سبتة المحتلة، هاته البوابة التي تعتبر ممرا للسلع المهربة بامتياز، ومعبرا للمخدرات بمختلف أنواعها، ومسلكا للهجرة السرية…

كل شيء ممكن في باب سبتة المحتلة. لكن كما يقال “الحاجة أم الإبتكار” ولعل ذلك ما جعل الكثيرون والكثيرات، يبتكرون أساليب ووسائل مختلفة للعيش ولضمان مدخول من هذا المعبر كيفما كان الحال، وإن كانت كلها صعبة ومغامرة حقيقية.

آخر الإبتكارات، أغلب أبطالها نساء ، فمع تزايد أعداد الوافدين على المعبر، حتى أنه تجاوز الرقم الرسمي بقرابة الضعف، أصبح معه الولوج صعبا والخروج صعبا، حتى على من اعتاد المرور والتسلل من هنا أو هناك، وهو أمر دفع بكثير من النساء للمبيت داخل المدينة المحتلة، حتى يتمكن من التواجد في وقت مبكر بمستودعات السلع، وتفادي الصفوف الطويلة والمنع من الدخول الذي يجعل الكثيرون يفقدون يوم عمل بالنسبة لهم..

وكشفت مصادر من المدينة المحتلة، أن بعض الشبان كانوا يقومون بهذا الأمر، ويبيتون في سياراتهم قرب “طاراخال” أو يمضون ليلتهم متجمعون لحين فتح المحلات عند الصباح، لكن اليوم، أصبحت النساء متخصصات في هذا الأمر، منهن المتزوجات والعازبات والمطلقات والأرامل، كلهن في الهم سواء. والهدف هو أن يكن سباقات لتلك المحلات والتمكن من الحصول على شحنة لنقلها بين المعبرين.

فكثير من المهربين الكبار يخرجون سلعهم بالتقسيط معتمدين في ذلك على حمالين أو حمالات، وغالبا ما تكون النساء هن المراد لضعف ثمن النقل، وكذلك قدرتهن على المرور دون مخاطر أو تفتيش كبير من لدن الجمارك والأمن.

ولكي يحصلن على السبق في العمل، والتواجد قبل الساعة السادسة صباحا بمنطقة “طاراخال”، ابتكرن طريقة للمبيت هناك، داخل بعض العمارات القريبة، حيث أصبح حراس بعض العمارات، يتاجرن في هذا الأمر. بحيث يستقبلون النسوة في وقت متأخر من الليل للمبيت في أحد أركان العمارة أو بأدرجها، وذلك بعد أن ينام أصحابها وتغلقون أبوابهم.

فالمبيت ليس بالمجان، بل بمبالغ تتراوح بين 2 و 5 أورو لليلة، حسب ظروف الإستقبال ومكان الإنزواء المتاح، حيث اصبحت هذه الحيل هي الوسيلة الوحيدة التي أصبح بإمكانهن أن يوفرن بها عملا في الساعات الأولى من اليوم، لإن ولوج سبتة صباحا قد يفقدهم السبق ويقلل عدد المرات التي سيعبرون فيها محملات بأثقال كبار المهربين.

يقول أحد الشبان الذي يعرف جيدا ما يحدث،إن “هناك نساء لا يغادرن سبتة لمدة تصل إلى أربعة أيام دون رؤية أولادهن وبيوتهن”، مؤكدا أن الجميع أصبح يفضل هذه الطريقة لكي يتواجد في الوقت المناسب ويحصل على عمل، مبرزا  أن محلات السلع تفتح أبوابها منذ الساعة الخامسة صباحا.

واضاف المتحدث أن السلطات لا تسمح بدخول العابرين إلا بعد السابعة، ما تضطر معه النساء للتخفي ودفع ذلك المبلغ المالي ليتمكن من البقاء هناك، رغم أن الدوريات الأمنية أصبحت تجول وتصول في بحثها عن بعضهن، وهو ما يجعل حراس العمارات يتعاملن مع الموقف بحكمة من خلال إغلاق الأبواب مبكرا، أو المناورة مع العناصر الأمنية..

فالمبيت في تلك الظروف السيئة، ليس نزهة بالنسبة لهؤلاء، فالحق في العمل أو في “التحمال” يكون من حظ من يتواجدون هناك أصلا، علما أن غالبية العابرين أو ممتهني التهريب المعاشي، هم مجرد حمالين لمهربين كبار يخرجون بضاعتهم بالتقسيط، بمبالغ تتراوح بين 200 و 300 درهم للرزمة… أمر سيجعل المعبر يشتغل لـ 24 ساعة في اليوم على ما يبدو في ظل قلة الإمكانات البشرية وصعوبة التفتيش، وعنترية بعض المهربين الذين يجعلون من الجمركيين كـ “دجاجة” لا تقوى على أي شيء…

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.