https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

ذكرى من الماضي … حي الصياغين بتطوان !

كنال تطوان /  الكاتب : عبد السلام افروان

ختمت صلاتي كالعادة بدعاء وقمت ابحث لنفسي عن مكان،فاستقر رأيي في الصعود الى السطح حيث الهدوء يكسح الخواطر،و مشهد تطوان يولج في النفس احساسا معصوما من الوصف..أمامي مارتيل و اذا ادرت وجهي الناحية الأخرى ارى بوعنان،انها بانوراما حقا،خاصة اذا تعلق الأمر بموعد الغروب حين حينما تكسح السماء آخر ما استعصى من أشعة الشمس الباقية بلونها الأحمر الرائع،و يسرح بالفكر بعيدا الى أن يأذن صعود البدر ببداية الليل..انه اول أيام فصل الربيع..مضى اليوم كما مضت سنوات عمري،فرح و سعادة ..غضب و حزن..جلست أتأمل مرور الدقائق و الساعات من عداد العمر،أسبح في روعة الحياة تارة و في وحشتها تارة أخرى..أجول بين ثنايا ذاكرتي فيما عايشته طيلة حياتي من زوايا تستحق أن تؤلف عنها و منها كتب للتاريخ و الأدب..بتطوان عايشت كل ما عايشته ،في هذه المدينة تعبت جريا وراء كسرة خبز بيضاء..لكن أحب تطوان ليس لأنها أجمل مدن العالم أو لأني أسكن بأرقى أحيائها..بل أقطن بمنزل بسيط في ركن من حي الصياغين تحكي جدرانه الباردة أحداث مضت منذ مائة سنة أو يزيد،تعلو سقفه خيوط العنكبوت و أصحو فيه على صراخ الأطفال و مشاجرة الجيران..

في الصباح فتحت عيني ﻷصطدم بالمشهد اليومي ،الدولاب الخشبي القديم ذي الباب المكسور، والكاشف عن ملابسي القليلة،فبينما أتمطى بكسل ،لم أنفض عني غبار النوم نهضت بحركة لا شعورية و جلست على السرير للحظات متأملا صورتي المعكوسة على مرآة الدولاب المشقوقة،كاد الباب ينخلع من مكانه من شدة الخبط،فزعت الى الباب ﻷفتحه فاذا بصاحبة المنزل تتميز من الغيظ بعد أن تملصت من تأدية واجب الكراء.تهديد الحاجة و كلامها الذي لا يحدث الا ضجيجا يمر قريبا من أذن تشتهي سماع أخبار سارة،المهم بعد أخذها النقوذ راحت تمتم بعبارات غامضة لم أتبين ما قالته..نسيت مادار بيننا من حوار،و استسلمت من جديد لروتين الحياة،ارتأيت ان أغادر البيت الى الفضاء الفسيح،رافقتني الوحدة في شبه طريق خال سوى من بعض القطط الجائعة،لم أتبين طريقي بوضوح..خطواتي ضاعت تحت أرجلي..لدي رغبة أكيدة في وضع حد لهذه المتاهة،اشتد تعبي،أسئلة كثيرة تطوقني،تهز كياني،يبدو انها رحلة طويلة تستغرق العمر أو تكاد،فلا أدري هل عداد العمر فيه ما يكفي!!

كنال تطوان /  الكاتب : عبد السلام افروان

6 رأي حول “ذكرى من الماضي … حي الصياغين بتطوان !”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.