كنال تطوان / الكاتب : رشيد مالك العزاوي
بالحجج الدامغة و المفبركة,أعلبنت الشرطة الاسبانية تورط بعض المغاربة في أحداث الثلاثاء الأسود الأخيرة بمعبر باب سبتة أي في في 15 يوليوز.ما كنا نخشاه قد حصل.الضحية انقلب الى متهم.موقعة باب سبتة أعادت الى الأذهان,قبل عشرة سنوات حادثا مماثلا,فالمعبر في حالة الذروة أشبه بمعتقل.مرارا حاول المجتمع المدني عبر آلياته المحدودة اسماع صوت الغاضبين و العابرين لباب سبتة بالأدلة القطعية بالصوت و الصورة و عبر كتابات في مختلف منابر الاعلام.. لكن المسؤولين بالرباط لا يصغون حتى يستجيبون,لما يحدث من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان و بشكل يومي.فالوضع ظل كما هو رغم أن نداءات دولية حذرت المغرب و اسبانيا من عواقب وخيمة لما يحدث.فموقعة باب سبتة الأخيرة كانت واحدة من عدة فصول درامية يتحمل تبعاتها المواطن المغربي.
في صباح يوم الثلاثاء الأسود,أغلقت الشرطة الاسبانية معبر البيوتز.. تكدس المئات ينتظرون فرصة العبور.كانت الساعة الحادية عشرة بتوقيت اسبانيا (على الساعة الثامنة يفتح المعبر) و الأبواب مازالت مسدودة بدون سبب…قمة العار و الاستهتار و الاستهزاء و اللامبالاة… في تلك الظروف,حدث حادث كان هو الشرارة,الشرطة الاسبانية تفقد صوابها أمام مبتضع مغربي حاول استفسارهم عن سبب الاغلاق (وفي رواية أخرى امرأة),فاعتدوا عليه و هو ما أجج غضبا عارما..تم القاء الحجارة و قطع الاسفلت و الآجور و مواد حديدية و زجاجات الخ,هذا ماقالته الشرطة الاسبانية في تقريرها بل و الأكثر من ذلك قالت أن بعض السائقين المغاربة قدم بشاحنة محملة بأطنان من الحجارة..
المشهد أصبح ملبدا و مشحونا.الغاضبون كانت حجتهم هي فك عقدة الاذلال و المهانة ,فالشرطة الاسبانية تتعامل بسياسة مزدوجة مع العابرين المغاربة و في الأخير هي الضحية,قالوا أن 25 شرطيا أصيبوا في الحادث واحد منهم في حالة خطيرة,توجه مباشرة نحو المستشفى الجامعي بسبتة.الحصيلة المادية كانت كبيرة..سيارات مهشمة,زجاج الشبابيك و الكاميرات مكسورة,أعمدة حديدية أصابوها بأضرار مختلفة… الفاتورة كانت منفوخة بشكل جيد و احترافي.أما السلطات المغربية كعادتها انحازت للديبلوماسية و نهجت سياسة ظبط النفس.حيث كان العاهل الاسباني الجديد بالمغرب في زيارة خاصة من الملك محمد السادس و هو ما جعل أعلى المسؤولين بولاية تطوان و في مقدمتهم سيد الوالي, في موقف حرج,فهرعوا الى عين المكان بسياراتهم الفاخرة و الهيليكوبتر على عجل من أمرهم,فتم تهدئة الوضع و ماهي الاساعات حتى فتح المعبر بوساطة من المسؤولين المغاربة.
استعمال أسلحة متطورة ضد الشغب تصيب عشرات المغاربة
تدخلت الشرطة الاسبانية بشكل عشولئي و مباشر.أطلقت نداءات الاستغاثة الى عناصر التدخل السريع المكلفة بمكافحة الشغب و المجهزة خصيصا لذلك.استعملت أسلحة مطاطية بكثافة و أسلحة دخانية و مسيلة للدموع.. خلفت في صفوف المغاربة العالقين حالات كثيرة من الاغماءات و الجروح المتفاوتة الخطورة..من جراء الاختناق و الضربات المباشرة.بعض شهود عيان رصدوا أزيد من مائة مصاب أغلبهم نساء و شباب..نظرا للاكتظاظ الحاد و التدافع و موجة الغضب و التعب و الجميع صائمين.. كلها ساهمت في هذه الدراما الانسانية.
كان عدد المغاربة المتواجدون قرب الحادث زهاء ثلاثة آلاف بحسب الصحافة السبتاوية (الفارو) و (سيوتا أل دييا) بعد الموقعة انقلب العدد الى سبعة آلاف استنادا لتصريح الشرطة الوطنية الاسبانية و التي بررت دخولها بشكل عنيف أنه كان دفاعا عن النفس بل الأدهى من ذلك أن كبير الشرطة الوطنية قال لجريدة الفارو دي سيوتا,أنه لولا التدخل العاجل لحدثت كارثة أكبر و لأكلوننا.و أيضا جاء في تقريرها أن الغاضبون المغاربة (لم يسموهم الا باسم المغاربة,و هو مصطلح ديبلوماسي,لم يقولوا عنهم أوباشا أو مقهورين أو مظلومين..) اعتدوا حتى على الشرطة المغربية التي حاولت التفرقة,بمعنى آخر ان المسؤولية الكاملة يتحملها المغاربة.و الذين كان عددهم أقل من ألف حسب مسؤول أمني مغربي.
فأمام ماحدث,ماذا أعددنا لمواجهة الظلم و القهر الاسبانيين؟و متى سيظل هذا المسلسل يتكرر باستمرار؟
الاتحاد الأوروبي يعتبر معبر البيوتز جزءا من حدوده و أن أي تهور أو استفزاز من السلطات الاسبانية هو مبرر مسبقا.حتى أن التقرير الاسباني المنحاز,أغفل الأسباب و المسببات الحقيقية لموقعة سبتة ناهيك عن تدخلها السافر.
و لم يبرز غير تورط المغاربة في الأحداث و اعتبرهم المتهم الأول و الأخير في الموقعة.