كنال تطوان / ج ح – متابعة
هذه هي حكاية كتاب صدر عن شبكة المدن العتيقة بدعم من وكالة إنعاش الأقاليم الشمالية لسنة 2014.
يقدم لنا كتاب Médinas De La Méditeranée و الذي يضم 201 صفحة ، بسخاء كبير، سفر عبر الزمن، لمدن حافلة بذاكرة تتلاقى فيها الحضارات عبر حوار لرموز دينية مختلفة عاشت و مازالت بسلام بينها و عبر الإتجاهات المختلفة للطرق الصوفية التي عمرت شمال المغرب و بصمت المنحى الثقافي لهذه المدن.
و يعد الكتاب، احتفاءا بالإنسان و المكان و الفضاء الرحب الذي يتسم بجمالية نادرة. حيث تسافر من خلال صفحاته إلى عوالم مؤثثة للمشهد العام بتناقضاته الرائعة و التي تجمع الأصيل بالحديث في مزج راقي مقدم من خلال الصورة التي ألتقطت بعناية فائقة و نصوص تروينا بعبق التاريخ أو الحنين إلى حقبة مازالت شاهدة على حيوات و عادات و تقاليد المدن الشمالية و المتجلية في أبراجها و أسوارها و ظلالها وأحيائها العتيقة.
و يعتبر الكتاب، تأريخ لزمن مزج فيه المعمار و الحياة و حكايات لا يمكن أن تلتقي بها إلا عبر الصور و النصوص و من خلال الحياة اليومية الآنية من خلال الأسواق و الحرف الممتهنة و المرتبطة بعطاءات الأرض و التي مازالت تعمر الفضاءات الشمالية المتسمة بسحر الطبيعة و الألوان و الضوء، و التي تنعكس في شواطئها و أحيائها و إنسانها. كتاب يؤرخ للحظات عايشتها شعوب هذه المنطقة من حروب و انكسارات و انتصارات و سلام و حوار للحضارات الإنسانية.
هي مدن تسكننا قبل أن نسكنها. خ.م