https://www.facebook.com/MoroccoTravelAgencySARL

ظاهرة التشرميل … !

كنال تطوان / بقلم : زاكي الزهرة

لا حديث في الشارع أو في وسائل الإعلام إلا عن ما بات يعرف بظاهرة ” التشرميل ”  خاصة بعدما تطورت من مجرد ظاهرة تخص شباب يتباهون بملابسهم الأنيقة الغالية الثمن و امتلاك احدث الهواتف المحمولة و التزين بأرقى   العطور و الساعات اليدوية  و طريقة حلقهم للشعر إلى ظاهرة إجرامية تهدد سلامة و امن المواطنين بعدما حملوا السلاح  و أصبحوا يستعرضون القوة و الشراسة من خلال السيوف و السكاكين كبيرة الحجم.

ظاهرة ” التشرميل” ظاهرة شبابية و المراهقين بامتياز و يأتي اسمها من استعمالات لغوية بمدينة الدار البيضاء حيث يقال لمن يتباهى بشيء على أي كان انه “يتشرمل”  أو يطلق على المتباهي كلمة ” المشرمل” و جمعها المشرملين و الظاهرة ليست وليدة اليوم بل كانت متواجدة دائما في أحياء جل المدن  المغربية خاصة بأحياء المدن العتيقة أو الأحياء الهامشية لكن بأساليب و تسميات   مختلفة كمفاهيم ” العشران” أو ” التصلكيط ” أو غيرها وكانت بأيدي بعض المراهقين المجرمين أو بعض بائعي المخدرات.

غير أن ما يمنح الظاهرة حاليا بعدها الخطير هو حرص الشباب على استعمال صفحات موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك لعرض مسروقاتهم و غنائمهم من عمليات النشل و الاعتداء وبث صورا لأسلحتهم و هواتفهم الغالية أيضا.

و بالرغم مما يقال و ينشر فالظاهرة نتاج لفقدان الأمن لسلطته و هيبته داخل المجتمع بعدما تفشى الفساد و الرشوة بين صفوف المسئولين و تفشي الانحلال الخلقي  بين الشباب المراهق لأسباب مجتمعية عدة فالسلطات لا تتحرك إلا بعد أن تقع الواقعة و غالبا ما تكون مقاربتها الأمنية غير مبنية  على تدابير وقائية و أساليب ردعية  إصلاحية بل تعتمد على القمع و استعمال العنف مما يرفع من حس القهر و الحس بالظلم لذا المواطنين.

و بالرغم من تطرق بعض المهتمين مجتمعيا و بعض النواب بقبة البرلمان لهذه الظاهرة فان تدخل عاهل البلاد وهو اعلي سلطة بمثابة الضغط على الزر الأحمر لخطورة أمر هذه الظاهرة الإجرامية بهذا اصدر الملك محمد السادس تعليماته السامية لمواجهة ” التشرميل”   إذ حث وزارة الداخلية و مختلف الأجهزة الأمنية تحت وصايتها على محاربة الظاهرة الإجرامية و استتباب الأمن ضمانا لسلامة و حرمة ممتلكات المواطنين .

و لم يفت الملك محمد السادس أمر انعدام المقاربة الأمنية فاصدر تعليمات سامية تفيد بوجوب تدارك الأخطاء التي تشوب مواجهة الجريمة في المملكة داعيا في نفس الوقت إلى تعزيز التنسيق و التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية ضمانا للنجاعة الأمنية في التصدي لمختلف مظاهر  الجريمة مؤكدا على ما للولاة و العمال من دور يجب أن يتم تعزيزه إزاء التنسيق مع المصالح الأمنية في هذا الإطار.

في الأخير يجب مواجهة ظاهرة ” التشرميل” الإجرامية بكل حزم و تشدد حماية لأمن و سلامة المواطن حتى لا يتحول بلدنا إلى المكسيك أو كولومبيا وهما دولتان عرفتا أو تعرف ظواهر مماثلة حتى وان اختلفت المسميات تطورت مع مر الزمان من مجرد تباهي بين مرجي المخدرات للتحول إلى مشكل امني عويص يقض مضاجع المواطنين و يجعل الدولة خارج إطار التغطية الأمنية فالتشرميل المكسيكي اصبح رعب يعيشه المواطن يوميا حيث غالبا ما يستقبل يومه برؤوس مقطوعة ملقاة على أطراف الشوارع و أيادي في علب  و أصابع و أطراف جسدية في حاويات بلاستيكية.

إن الأمر جد معقد لذا وجب على الجهات المسؤولة المغربية التدخل على وجه السرعة للحد من هذه الظاهرة بجميع الطرق درءا لما قد لا يحمد عقباه و تصبح مثل المكسيك في تشرملهم.        

رأيان حول “ظاهرة التشرميل … !”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.