كنال تطوان / و.م.ع
قال المخرج السينمائي السوري محمد ملص إنه يتعين على السينمائي أن يتعايش دوما مع واقعه ويمتلك الجرأة والشجاعة للتعبير عنه.
وأضاف ملص، في لقاء مفتوح نظم أمس الأربعاء بمركز الفن الحديث بتطوان في إطار فعاليات الدورة ال20 لمهرجان تطوان لسينما بلدان حوض المتوسط، أن “السينمائي حينما يمتلك الشجاعة والجرأة الفنية للتعبير عن واقعه وما يخالجه من أفكار وهموم، يصبح عمله وإبداعه قابلا للحياة رغم مرور الزمن”.
وأوضح، في هذا الصدد، أنه “لا ينبغي التذرع دائما بكون الرقابة وقلة الدعم يسهمان في إنجاز أعمال رديئة”، مضيفا “يمكن إنجاز شريط سينمائي لافت حتى دون التوفر على إمكانات معتبرة”.
وقال المخرج السوري “رغم قلة الدعم السينمائي في سورية، وتشدد إجراءات الرقابة على الأعمال السينمائية، إلا أني لم أشعر ولو مرة واحدة أني تنازلت عن قناعاتي الفكرية والفنية والنقدية”.
وحول موقع السينما العربية مما يجري في سورية الآن، قال ملص “حين قررت المغامرة والإقدام على تصوير شريطي الجديد “سلم إلى دمشق” خلال الأحداث الجارية في بلدي، وعدم القدرة على الصمت عما يحدث، كمواطن منتم لشعبه، وكسينمائي منتم لسينما بلده، كان لدي شعور بأن الكل يعلن عن نفسه، فتساءلت مع ذاتي، أين هي السينما؟، فقررت أن يكون للسينما حضورها ودورها في تشخيص الواقع برؤية فنية”.
واعتبر أن “سلم في دمشق”، الذي عرض في إطار فعاليات المهرجان، هو شهادة وموقف في آن واحد، شهادة تعري الصمت وتنبذ الغياب وتعكس الواقع، هو شريط حافل بأصوات الشباب لرصد انتفاضتهم وحراكهم الشعبي من أجل تحقيق مطالبهم.
وقال ملص إن المصير المفتوح والمعلق لشخوص شريطه “لا يمثل أبدا رغبتي في العودة إلى ما كانت عليه سورية في السابق، بل (يجب) أن لا نفقد سورية”، مشددا على أن شخصيات الفيلم، رغم مصيرها المعلق، صعدت إلى أعلى لتوجيه صرخة غير متناهية والبوح بما تشتهيه وتريد تحقيقه في بلادها.
وبخصوص عودته إلى تطوان مرة أخرى بعد 22 عاما من تقديم شريطه الأول “أحلام المدينة” وترؤسه لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل، قال ملص إن “حضوري في هذا المهرجان الطموح ولد لدي انطباعات متجددة، لأنه ثمة لدي حميمية خفية تربطني بهذه المدينة وفضول كبير يكمن في داخلي لاكتشاف السينما المغربية التي باتت أكثر وهجا في السنين الأخيرة وصارت تكرس يوما عن يوم ريادتها في المشهد السينمائي العربي”.
ويعد محمد ملص من المخرجين العرب البارزين الذين أثروا الخزانة السينمائية والثقافية في الوطن العربي بالكثير من الروائع السينمائية التي ساءلت مختلف القضايا التي شغلت المجتمعات العربية، وكان من الرعيل الأول الذي تخرج من المدرسة السينمائية الروسية سنة 1974. وقدم ملص أعمالا بصمت تاريخ السينما العربية، منها الفيلم القصير “حلم مدينة صغيرة”، وفيلمه الكبير “أحلام المدينة” سنة 1984، ثم فيلم “الليل” سنة 1992، وفيلم “باب المقام” سنة 2005، وأخيرا فيلمه الجديد “سلم إلى دمشق” سنة 2013.