كنال تطوان / “هـ.ب – الكاتب :أحمد مصباح
أوقفت الفرقة الترابية للدرك الملكي بمركز مولاي عبد الله (10 كيلومترات جنوب مدينة الجديدة)، أمس الاثنين، 6 مغاربة مرشحين للهجرة السرية إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط. وكشف مصدر مطلع أن دورية محمولة من مركز مولاي عبد الله، التابع لسرية الدرك الملكي بالجديدة، أوقفت، مساء أمس الاثنين، في غابة محاذية لميناء الجرف الأصفر، 6 شبان مغاربة، 5 منهم يتحدرون من آسفي، وواحد من عاصمة دكالة، ويتعلق الأمر بحرفيين، ضمنهم جباص وكهربائيان و”سودور”.
وكان المرشحون للهجرة السرية يقيمون منذ 15 يوما في غابة بجوار ميناء الجرف الأصفر، ينتظرون الفرصة السانحة ل”الحريك” على متن بواخر متجهة إلى أوربا. وقد وقع اختيارهم على سفينة تحمل اسم “جادغو بلو”، قدمت لتوها من السويد، للتزود بالأسمدة الفوسفاطية، التي كانت تعتزم تفريغها في إحدى موانئ دولة النرويج. وكان المغاربة الستة يعتزمون التسلل إلى داخل ميناء الجرف الأصفر، عبر ثقب في الأسوار المحيطة به، ومن ثمة التسلل إلى السفينة التي كانت وجهتها النرويج. لكن تدخل عناصر الفرقة الترابية بمولاي عبد الله، أحبطوا محاولة الهجرة السرية. حيث أوقف الدركيون جميع المرشحين للهجرة السرية، والذين لم تضبط بحوزتهم لا الأوراق الثبوتية، ولا مبالغ مالية، باستثناء 4 كيلوغرامات من الثمر.
وقد تم اقتيادهم إلى مقر المصلحة الدركية، حيث أودعتهم الضابطة القضائية تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل البحث معهم وإحالته بمقتضى حالة التلبس، على النيابة العامة لدى ابتدائية الجديدة، على خلفية “محاولة الهجرة السرية”.
هذا، وجاءت محاولة هجرة المغاربة الستة إلى أوربا، بعد أن أفلح زميلان لهم من مدينة أسفي، في الهجرة غير الشرعية، منذ 15 يوما، إلى الديار الإيطالية، حيث يقيمان حاليا في مدينة “ميلانو”. حيث كانا تسللا خلسة إلى ميناء الجرف الأصفر، وصعدا على متن سفينة تحمل اسم “أكلارو”، كانت مشحونة بالأسمدة الفوسفاطية.
ويقع بالمناسبة اختيار المرشحين للهجرة السرية، للسفن المحملة بالأسمدة الفوسفاطية، المتجهة إلى أوربا، نظرا لكونها ضخمة، وبها مخابئ كثيرة، يصعب ضبطها. كما أن بها التهوية (الأكسجين)، التي تحول دون اختناق “الحراكة”. ويتزود هؤلاء بفاكهة الثمر، لكونه من المواد المقوية، التي توفر وتزود الجسم بالطاقة. وعندما تطول رحلة السفينة في عرض سواحل المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، يجد المرشحون للهجرة أنفسهم مضطرين للصعود إلى الفوق، وتقديم أنفسهم لقبطان الباخرة، الذي يجد نفسه في ورطة. ما يجعله يتحمل المسؤولية كاملة. ويعمد الأخير إلى إخبار رؤسائه، كبار المسؤولين على اليابسة، والذين ليس لهم ثمة سوى خيارين : إما أن يعيدوا “الحراكة” إلى موطنهم الأصلي، أو يستقبلوهم في البلد الأوربي، موطن السفينة. حيث يتم الاحتفاظ بهم داخل ملجأ خاص بالمهاجرين السريين.