كنال تطوان
افتتحت، اليوم الثلاثاء بتطوان، فعاليات الدورة الثانية عشرة من ملتقى “تطوان الأبواب السبعة”، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من جمعية تطاون أسمير للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية.
بالمناسبة أبرز عامل إقليم تطوان، عبد الرزاق المنصوري، في كلمة خلال حفل الافتتاح، أن هذا الملتقى، المنظم تحت الرعاية السامية، يكتسي دلالات عميقة ومتعددة من أجل مواصلة إشعاع مدينة تطوان كقطب تاريخي، كان وما يزال وسيظل، مهدا للثقافة والفنون، مبرزا أن جمعية تطاون أسمير، من خلال جهودها ومبادراتها على مدى عقود من الزمن، ساهمت في تكريس مكانة المدينة كقطب ووجهة للثقافة والفنون.
وأشار المسؤول الترابي إلى أن الغنى الثقافي لمدينة تطوان متميز ومندمج في بعده الجهوي ومنصهر في الوحدة الوطنية للملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، الذي يولي للمجال الثقافي عناية خاصة، لاسيما ما يتعلق بالإبداع والفنون من أجل تكريس الهوية الوطنية.
مصطفى البكوري في كلمته بالمناسبة التي ألقاها نيابة عنه نائبه حميد الدامون أوضح أن ملتقى تطوان الأبواب السبعة في دورته الثانية عشرة ،يهدف إلى تسليط الضوء على غنى التراث الثقافي للمدينة التي أصبحت بيت التراث و الأصالة و محطة ثقافية متميزة و متجددة لتحقيق الإشعاع الثقافي و الفني و التعريف بغناها الحضاري والتراثي و بدورها الفني الرائد .
و أشار مصطفى البكوري في ذات الكلمة أن جماعة تطوان أعطت دائما أعمية قصوى للثقافة باعتبارها قاطرة للتنمية المحلية ،حيث أن برامجها تتضمن محاور استراتيجية تستحضر هذا المجال من خلال حضور الجماعة الوازن في قلب كل المهرجانات و الأنشطة الثقافية ،و جعل فضاءات الجماعة من مراكز و مكتبات فضاءات حيوية لممارسة الأنشطة الثقافية ،و كذا إنشاء المجلس الثقافي لتطوان كمؤسسة مستقلة تضم بداخلها خيرة مثقفي المدينة في مجالات متعددة .
إننا نهدف من وراء ذلك يضيف المسؤول الجماعي إبراز الدور المشرق للمدينة كمدينة حضارية و ثقافية بامتياز .
و اعتبر مصطفى البكوري أن الفعل الثقافي فعلا أساسيا في تربية الأذواق و الجمال و يلعب دورا محوريا في نشر القيم النبيلة و الإنفتاح على حضارات شعوب أخرى ،إضافة إلى جعل الثقافة ركيزة أساسية لتنمية المدينة و للصناعة الثقافية .
من جانبه، اعتبر رئيس جمعية تطاون أسمير، محمد الطريس، في كلمة تليت نيابة عنه، أن الجمعية ارتأت التركيز على دور تطوان في المجال الثقافي في هذا الملتقى على اعتبار أن المدينة أحد قطبي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، الشيء الذي يفرض عليها الاضطلاع بدورها الكامل في المجال الثقافي والفني، مذكرا بأن الجمعية ومنذ تأسيسها سنة 1995 وضعت نصب أعينها إعادة الاعتبار لمدينة تطوان ولموروثها الثقافي والحضاري والاجتماعي والاقتصادي.
وشدد محمد الطريس على أن هذا الملتقى أضحى موعدا سنويا لمطارحة رهانات ومواضيع ذات راهنية وأساسية ومنها أساسا الثقافة والفن.
من جانبه، أكد رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، أن المنظمين نجحوا مرة أخرى في اختيار الموضوع، من خلال الجمع بين ما هو علمي وفكري وثقافي وفني، مبرزا أن مدينة تطوان تتميز بموروثها التاريخي والتراثي والثقافي والفني، ما يقتضي استثمار مثل هذه التظاهرات العلمية والثقافية لتأطير الشباب وتكوينهم، لإبراز نخب تعتني بالثقافة والفن بالمدينة وبالجهة ككل.
وأشار المومني إلى أن مدينة تطوان جرى اختيارها من طرف منظمة الاتحاد من أجل المتوسط عاصمة للثقافة والحوار في منطقة البحر الأبيض المتوسط عام 2026، وهو ما يشكل اعترافا بمكانة المدينة وامتيازا لها، مشددا على أن جامعة عبد المالك السعدي مطالبة بمواكبة الدينامية الثقافية التي تشهدها المدينة من خلال البحث العلمي في مجال التراث والتاريخ.
أما رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عمر مورو، فاعتبر في كلمة تليت نيابة عنه، أن هذا الملتقى السنوي، الذي دأبت جمعية تطاون أسمير على تنظيمه، يشكل أحد الآليات المهمة للتعريف بالموروث الثقافي والحضاري للمدينة وتعزيز الوعي بأهميته واستثمار مكانته ورمزيته التاريخية والتراثية، بغية تحقيق التنمية الاقتصادية والثقافية المندمجة التي نسعى لتحقيقها جميعا.